بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب العظيم يا جماهير سوريا الباسلة : من يقول أو يعتقد بأن النظام يستطيع بالقمع والقتل والاعتقال التغلب على إرادتكم يكون غير مُلِمّ بطبيعة المرحلة التاريخية التي يمرّ بها قطرنا الحبيب. حيث ازداد وعيُ الشارعِ السوريّ بشكلٍ منقطع النَظير،ومن يظن بالزمن أن يعود إلى ما قبل 15 آذار يؤكد أكثر بأنه لم يدرك حجم التحول الحقيقي في قلب المواطن السوري لجهة الثقة بالنفس والقدرة على التغيير وإدارة الحياة بنفسه دون ضغطٍ أو وِصاية.
لقد أضأتم شمس الحرية ومن يراهن على إخفائها سيسقط في يده لأنه لم يعد ممكناً لنظام القمع والاستبداد أن يفرض العزلة علينا ولم يعد متاحاً له أن يقتل دون محاسبة شعبية ودولية قانونية وأخلاقية ، إن المواطن السوري حقّقَ لنفسه وجوداً جديداً مفعماً بالقدرة والإرادة يضمن له انتصاراً حتميّاً ، كما أن القتل لن يكون مكسباً للنظام بينما هو بوصِلةٌ نحو الحرية والكرامة ، حيث ينجلي الليل عن ضوءٍ نراه مرتسماً على جباهِ شهداءنا كي يتقدس تراب الوطن الغالي بدمائهم الزّكية.
ها أنتم يا إخوتي خرجتم للتظاهر السلمي بصدوركم العارية تتحدون القمع والإعاقة والترهيب والقتل ، إن هذا النظام البائس والخائر والساذج لم ولن ينتصرَ على إرادتكم وكل من يقول عكس ذلك ما عليه إلا أن يبتعدَ أو يصمت لأنه واهمٌ ومضلّلٌ وخائب.
انتهت حقبة أسدٌ وراءَ أسدٍ إلى الأبد ، ولم نعد نصدق هذا النظام لأنه دائما يكذب علينا ويدمر سوريا مدعيا الإصلاح كرجل الإطفاء المهووسِ بإشعال الحرائق، الحرية ستصنعها حناجركم وصدوركم ودمائكم ، وأرضنا تنتفضُ وحلمنا يزدهر وينبض كلّ يومٍ ، لم يرَ العالم شجاعةً ونبلاً وإصراراً كالذي أنتم فيه ،قد أصبح واضحاً الحد الفاصل بين الحرية والنظام فالاستبداد فقدَ شرعيته ولغته وتحول إلى أداة يستخدمها أغنياء السلطة وقادة أجهزة القمع من أجل النّهب والتّسلط فمن لا يقرأ ندوب الحرية على أجسادكم يكون أميّاً.
أيها الرّافضون الحالمون المقاومون من نزار إلى الماغوط إلى درويش ستكتشفون أن طوق الحمام الدّمشقي يغطّي المدى العربي وأن بردى سيحضنكم جميعا ، الله معك يا فارس الحلو ،ويا ميّ الشعب السوريُّ واحد والعنب السوري زبيباً للمؤمنين ونبيذاً للملحدين ودبساً للجميع.