[[size=24]color=indigo]المتأمل لما وصل اليه حال الكرة العربية من تطاحن و مشادات فيما بينها تصل أحيانا الى أزمات سياسية ليحز في نفس كل غيور على ما آل اليه وضعنا ، فتصاعد حدة الخصومات و تزايد الشعور بالنفور بين أبناء الجلدة الواحدة من أجل قطعة جلد منفوخة لا يجب السكوت عنه بكل حال من الأحوال لكي لا تتأزم الأوضاع أكثر و تنفلت الأمور بشكل دراماتيكي كما يحدث في كثير من الحالات مؤخرا داخل ملاعبنا و خارجها ، حيث تتحول مياديننا الرياضية الى ساحة حرب بين الأخوة و أرض للتهاون و الاستهتار مع خصومنا من غير العرب ، مجسدين قول الشاعر :
أسد علي و فـي الحرب نعـامــة ربداء تجفل من صفير الصافـر
هلا برزت الى غزالة في الوغى بـل كان قـلـبـك في جناحي طائر
و لأن منتديات الكووورة وجدت لتكون مساحة للتحاور و تقارب و جهات النظر من خلال النقاشات الموضوعية و العقلانية، لكننا نشهد و بأسف بعض الأصوات التي تزيغ عن هذا المبدأ الحميد فباتوا يجاهرون بالسب و القذف في أعراض من هم اخوان لهم في صورة تلخص التعصب الذي ترعرع في دواخلنا و الذي غرسه فينا أعداء لنا يريدون زوالنا ، و تفكك أواصر الأخوة بيننا .
و بالرجوع الى حال كرتنا التي تشكل قبسا من بعض مشاكلنا ، كان لابد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال : ما المغزى من ايتكار لعبة ككرة القدم ؟ .. الجواب و ان كان سهلا يختزله كلمة بسيطة و هي "المتعة"، لكن كثيرا ما يغيب عن أذهاننا هذا المعنى الذي شكل روح هاته الرياضة و سببا في انتشارها الواسع على وجه المعمور.. و لكي لا تزيغ عن جوهرها و الغاية التي تأسست عليه ، رفعت الفيفا عنوان الروح الرياضية شعارا لها و تميمة تبعد بها أشكال التعصب و تحارب بواسطته كل مظاهر الكراهية و العنف الذي يقتل فينا أي شعور بالفرجة و الاستمتاع .
و لربما آخر ما شكل جدلا في الساحة الكروية المغربية قضية انتقال كل من اللاعبين هرماش و العربي الى الهلال السعودي ، خصوصا هذا الأخير الذي أسال الكثير من المداد لما عقد عليه من الآمال في البروز بأقوى الأندية الأوروبية و كأن انتقال اللاعب الى الدوري الاسباني أو الايطالي أو النجليزي كان لينتشل وضع كرتنا التي تتخبط في مستنقع المشاكل التي تعيشه ، أو ليكون مفتاحا لمنتخبنا للتتويج بالكؤوس و الألقاب ..
أولم نأخذ العبرة من منتخبات كساحل العاج بنجومها الذين يلعبون في أقوى الدوريات و الفرق الأوروبية و هم يتهاوون أما المنتخب الجزائري بلاعبيه الذين ينشطون بفرق متواضعة .. ألم يهيمن المنتخب المصري طيلة ست سنوات متتالية على المشهد الافريقي بلاعبيه المحليين أو بالأحرى بلاعبي ناد واحد والذين أعطوا درسا للمنتخبات الافريقية الأخري بنجومها
المتمرسة في أقوى الدوريات .. أولم يخرج كل من فرنسا و ايطاليا و انجلترا من أولى أدوار كأس العالم حيث لم يشفع لهم قوة دورياتهم .. بل ألم يكن أزهى فترات منتخبنا سواءا منتخب 76 أو 86 أو 98 بلاعبين محليين و ببطولة هاوية استطاعت أن تنجب أسماءا قارعت أقوى المنتخبات الافريقية و العالمية ، كاسرين شوكة البعض من من اعتبرونا أمسية للنزهة... الأمثلة كثيرة لا يسع المجال هنا لذكرها ، لذا لا داعي لهذا التهويل و هذه المبالغة في ردة الفعل العاطفية و البعيدة عن العقل .. كان الأجدر أن نبارك لاخواننا السعوديين و أن نفخر بلاعبينا الذين سيشكلون جسرا للتواصل بيننا و بين اخوننا هناك لتعزيز الترابط و اللحمة بيننا ، و هو ما لم يحدث بشكل محزن.
كم تمنيت أن نصل بدوريينا الى مستوى يقارع الدوريات الكبرى ، و هو طموح مشروع ربما يسعى اليه القائمون على الكرة السعودية الذي بات يستقطب ألمع الأسماء بفضل النظام الاحترافي المعمول به هناك و الاستثمارات الهائلة التي تصرف في تطوير الكرة هنالك ، كان ليجعلنا مسرورين كمغاربة لذلك و أن نكون جزءا من مشروعهم الكبير للعالمية ، قد يستهزئ البعض من هذه النقطة ، لكني لا ألومهم ، لأن الأمر يتعلق بعقدة النقص التي رضعناها منذ الصغر و كأن رياضتنا عاجزة عن اللحاق بركب التطورسواء تعلق الأمر بكرة سعودية أو مغربية أو مصرية أو بغيرها ...
فبالله عليكم لا تحرروا شهادة وفاة العربي هنالك حيث مر أحد صانعي البهجة لمنتخبنا الوطني ... فلنكن بصيرين .
قال تعالى : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.[/size[/color]]