الشباب و الظرف المجهول

الحياة كما صورها بعض المؤرخين تشبه تلك السفينة العائمة وسط بحر تتقاذفها بين الحين و الآخر أمواج عاتية،هي بمثابة تلك المشاكل التي تعترض الإنسان ،وتنهك قواه ولا تتركه إلا بعد أن تذيقه مرارتها، ولعل هذا الانجلاء يكون ظرفيا فقط، لتبقى الصورة الحقيقية لأية حياة في المجتمع معرضة لنفس النصير والهلاك ونذكر هنا أن الإنسان لا ينتصر إلا بمقدار صبره المرير ومدى حنكته في مقاومة التحديات وذلك بالاعتصام بحبل الله المتين . كيف لي أن أعيش وسط عالم متغير تحركه أهواء البشر، وغالبا ما تكون فيه الغلبة للأقوى على حساب من لا حول له ولا قوة ؟ هل ...كيف .... ولماذا؟ ويتوه الإنسان وسط هذه الأسئلة ، وتراه ينكمش شيئا فشيئا ،ويموت الأمل جنينا في مهده ........... فعليك أيها الإنسان أن لا يتيه عقلك في متاهات المادة ،وألا تنسى القيمة الحقيقية في نفسك ، وأن تتدبر دين ربك الذي أعطاك مما تشاء ،ووضع نصب عينيك قرآنا مليئا بالخير منصفا لك في اختياراتك بعقل و قلب سليمين هكذا تأتيني صورة شباب عريض طويل يملأ الطرقات ، يشرب السجائر والخمر، يتسكع ليلا ونهارا من غير ضجر ، شباب يحتسي تناقضات هذا العصر ، شيدت الحواجز أمامه كي لا يجد طريق الفرج ويضل متشبثا بالضياع وكل مرادفات الفشل ما دامت كل الطرق مسدودة ، ليعود الروتين سمة أيام كلما مرت صارت كتلك الفتيلة التي تنهك جسد الشمعة ،حرام ... اختلط الحلال بالحرام والصواب بالخطأ وأصبحنا نعيش في عصر لا قيمة فيه لشاب ولا لشيخ ولا لطفل إلا من كان أبوه أو من كان جيبه أو كان ذا حظ عظيم . والحمد لله نحن شباب المغرب ليس لنا ظرف مجهول ،بل نحن بأنفسنا مجهولون، ولم يبق لنا مكان إلا في برامج الانتخابات الكاذبة أو في بعض الأمثال العربية الصامدة ، المهم نعم المهم أن السفينة غرقت وقوارب النجاة كانت نصيب أصحاب الشكارات وجيوب مليئة بأموال الشعب ولم يبق ولن يبق إلا من عنده كتف أو كان ابن عوام ، فأنجى نفسه وحمدا لله أن الشباب المغربي سيكون من الناجين لأن جلهم جرب "الحريڭ" أو كان يخطط له. خلاصة القول أن الشباب محكوم عليهم أن يعيشوا نفس الروتين ونفس الحالة لأن أصحاب القرار يقررون ويخطئون والطامة الكبرى في المثل الذي يقول :"هؤلاء الذين لا يستطيعون تذكر أخطاء الماضي محكوم عليهم بتكرارها " نعم محكوم عليهم بتكرار أخطائهم ، ونحن محكوم علينا بالعواقب يا للعجب

والسلام

» وصيتي إلى الشباب فقط........بقلمي
» حب الشباب لدى المراهقين
» الشباب والفراغ
» الشباب أكبر مستهدف في عمليات التنصير
» هل تكلمين الشباب نصف الليل انظري ماذا يقولون عنك