[color=]غياب المعطيات الرسمية يؤجج تضارب الأرقام الحقيقية للمنصرين المغاربة[/color]
أكد عدد من الباحثين أن الشباب يشكلون الفئة الأكثر استهدافا من قبل الحركات التنصيرية، التي يقولون، بتحفظ، إنها تنجح في استقطاب أعداد متزايدة من المنصرين، رغم غياب إحصائيات ومعطيات دقيقة تؤكد ذلك.
ونظرا لحساسية الموضوع وصلاته المتشعبة بمختلف المجالات، يظل التنصير وتاريخ دخول النصرانية إلى المغرب، من المواضيع
التي ما يزال يلفها الكثير من الغموض جراء ندرة المصادر التاريخية، لتستمر المناقشات الحادة بين الباحثين، بين من يرى أن دخول النصرانية إلى المغرب تم في القرن الثاني، ومن يقول إن المغاربة عرفوها عن طريق الدوناتية في القرن الرابع تعبيرا عن معارضتهم للسلطة الدينية، وآخرون قالوا غير ذلك. غير أن جل الباحثين والمهتمين بهذا المجال، يؤكدون أن نشاط عمليات التنصير المتمركزة في مدينتي سبتة ومليلية يستمر طيلة السنة، لكن وتيرته تزداد في بعض الفترات بشكل ملحوظ، "خصوصا في مناسبة احتفالات أعياد الميلاد في رأس السنة الميلادية، وموسم الصيف، أثناء عودة المغاربة المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن"، يؤكد محمد السروتي، أستاذ باحث بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة.
وأوضح السروتي، أن غياب معطيات إحصائية مدققة عن أعداد المنصرين، سيما المعطيات الرسمية، التي تظل الجهة الوحيدة المخول لها حسم التضارب الحاصل في المعطيات المتداولة، ترك الباب مشرعا على مصراعيه أمام مختلف الهيآت غير الرسمية الإعلامية والصحفية سواء الوطنية أو الأجنبية، لإيراد إحصائيات سمتها الأساسية عدم الدقة والاختلاف، ف"مثلا تشير بعض الصحف المغربية إلى وجود حوالي 150 ألف مغربي يتلقون عبر البريد من مركز التنصير الخاص بالعالم العربي دروسا في النصرانية، كما تشير تقارير أخرى عربية وغربية إلى أن عدد الذين استبدلوا الدين الإسلامي بالمسيحية يقدر بحوالي 7000 شخص غيروا دينهم في المغرب، 2000 شخص في الدار البيضاء لوحدها، في حين تشير أخرى إلى أكثر من30 ألف مغربي، وتحدث البعض عن أن مصالح مديرية الاستعلامات العامة التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني رصدت حوالي 45 ألف مغربي تنصر"، يضيف ساروتي، قبل أن يستدرك "طبعا هذه الأرقام مبالغ فيها، لكنها في النهاية تعد مؤشرا على وجود حقيقي واقعي للظاهرة".
هذا الوجود تعززه أكثر الآليات والأساليب التنصيرية، التي تدل بدورها على الظاهرة، "ما يجعلنا نقول، وإن بتحفظ، إن ظاهرة التنصير في تزايد مستمر، يفرض عدم الاستهانة بما يحصل اليوم، خصوصا أن موجة التنصير التي يعرفها المغرب في السنوات الأخيرة تزداد شراسة وحدة، وتتجاوز ما كان معروفا في الأمس القريب في الاعتماد على التقنيات التقليدية؛ من بث إذاعي واستعمال للبريد من خارج التراب الوطني للوصول إلى الفئات المراد تنصيرها، إلى الانطلاق في ذلك من الداخل بالاتصال المباشر بهذه الفئات".
ويظل الشباب الفئة الأكثر استهدافا وعرضة للخطاب التنصيري. ويعزو الأستاذ الباحث بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة سبب استهداف هذه الفئة، إلى "أهميتها ودورها في رسم مجموعة من الخيارات الإستراتيجية"، وزاد السروتي أن الاهتمام بفئة الشباب من قبل الجماعات التنصيرية ساهمت في تطوير الوسائل، "التي كانت بالأمس القريب تعتمد فقط على دغدغة العواطف، إلى ظهور كتابات تخاطب فكرية ودينية مغلوطة عن الدين الإسلامي مستغلة المراهقة الدينية وفراغها من المعطيات الصحيحة وضعف تكوينها الديني الجيد، كما انبثقت أيضا مواقع ومدونات ومنتديات اليكترونية متعددة موجهة إلى الشباب المغربي خصوصا. من قيبل: حب المغرب، أصدقاء، الكلمة، مركز أطلس.. "
ويعود الاهتمام بتنصير الشباب المغاربة، على سنة 2002، حسب الباحث ذاته، إذ وضعت الحركات التنصيرية، مشروعا سمي "السنة الدولية للصلاة من أجل المغرب"، يرعاه اتحاد يضم عدة منصرين ومنظمات تنصيرية ومسيحيين مغاربة، ويهدف حسب المنظمين إلى "توحيد صلاة المؤمنين حول العالم من أجل احتياجات المغرب ومجموعاته الإثنية التي لم يصل إليها صوتنا ورعاية لكنيسته الوطنية الصاعدة