يعتبر الجيش الصحراوي جيشا تقليديا كانت دوافع
تأسيسه حسب دستور البوليساريو رد عدوان
القوات المغربية والموريتانية و مهمة حماية الدولة الصحراوية
بعد الإستقلال وقد خاض الجيش الصحراوي العديد من المعارك العسكرية
الكبيرة ضد الجيش المغربي الذي يفوقه عددا وعدة مما أكسبه خبرة لا بأس بها و جاهزية
قتالية جيدة .
ومع
مرور السنوات استطاع النظام المغربي أن يحقق مكسبا سياسيا وعسكريا مهمين بالدخول في وقف
إطلاق النار مع جبهة البوليساريو وإنهاء متاعبه مع الجيش
الصحراوي الذي بات تجهيزه العسكري يمكنه من إلحاق خسائر فادحة في الدفاعات العسكرية
المغربية فكانت تلك نقطة التحول في الجيش الصحراوي إن لم نقل في
نسق جبهة البوليساريو عامة .
فالإنفتاح
الذي عرفته البوليساريو بعد قرار وقف إطلاق النار على الخارج وتغيير سياسة
البوليساريو من الديكتاتورية المسيطرة على جميع المنافذ الأمنية
والسياسية و الحياتية عامة إلى سياسة الحريات الدستورية حسب مقررات المؤتمر التاسع
وتماشيا مع ظروف القضية دوليا وإقليميا كان له الأثر
العميق في نقل المؤسسة العسكرية الصحراوية من حال إلى حال , فمن مؤسسة تتميز بالإنضباط
والصرامة تخوض حرب ضروس يقودها ضباط مهنيون إلى مؤسسة أقل
احترافا ومهنية بسبب هجرة العديد من الكوادر العسكرية إلى الخارج وفرار البعض
الأخر إلى العد و المغربي و تربع عدد من القواد الغير مؤهلين على
رأس الجيش الصحراوي وانتشار الفساد الإداري بين القادة العسكريين
بالإضافة إلى تداعيات الجو السياسي العام في المخيمات وريح المد الإسلامي أضعف من
الولاء السياسي للمقاتلين الصحراويين لقادة البوليساريو .
فقد
كان للحركة الإسلامية في مخيمات اللاجئين دوار بارزا في إحداث نقلة في أفكار العديد من
المقاتلين الصحراويين الشباب وعقائدهم ووعيهم السياسي رغم الجهود التي يذلها
المنظرون في المؤسسة العسكرية الصحراوية للحيلولة دون تسرب هذا
الوعي الديني إلى المقاتلين الصحراويين
فمع
بروز التيار الإسلامي الجهادي العالمي ووضوح معالم عقيدته المتمثلة في صراعه مع القوى
النصرانية واليهودية العالمية و دعوته إلى إزاحة الأنظمة العميلة
الحاكمة اليوم في بلاد المسلمين واستبدالها بدولة الخلافة كحاضن لدين المسلمين
ومصالحهم لا يخفي الكثير من المقاتلين الصحراويين الشباب تأييدهم
لهذا التيار الجهادي خاصة وأن منطقة شمال افريقيا تشهد تدخلا أجنبيا من خلال تأسيس
قوات الافريكوم والدور المنوط بها في المنطقة وقد سعى تنظيم
القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى دعوة شباب المسلمين إلى مجابهة القوى الأجنبية
وعملائها في المنطقة لذلك لا يمكن لتنظيم القاعدة أن يفوت
فرصة إحتقان المنطقة دون أن يكون لاعبا في المعادلة وسوف يجد في الجيش الصحراوي أعدادا
من المقاتلين المتدينين الذين لاتتجاذبهم الولاءات الوطنية
يقدمون له الدعم والمساندة اللوجيستكية كيف لا وهو الذي أصبح يضم في صفوفه عددا من
الشباب الصحراوي وهو الأمر الذي لم تتستر عليه الأجهزة الأمنية
الصحراوية والجزائرية حتى.
لذلك
سيكون الكثير من إمكانات الجيش الصحراوي المادية وأفراده رهن إشارته ساعة وقوع أي تطور على
الساحة الصحراوية فتواجد القوات الأممية غير مرغوب فيه
واستمرار تقتيل النظام المغربي للصحراويين وسجنهم يجعل القيام بعمليات جهادية ضده أمرا
ضروريا واستعداء البوليساريو و الجزائر للتيار الإسلامي في مخيمات
اللاجئين سيجعله يتحالف مع القاعدة و يقدم على ضرب مواقع قوات المينورصو وإنهاء
تواجوده ومجابهة الجيش الموريتاني الذي يقوم بدوريات على الحدود مع
جبهة البوليساريو وفق أجندة أمنية تمخضت عن لقاء الدول المغاربية
الخاضعة لبرنامج قوات الأفريكوم.لمحاربة الجهاديين في الصحراء.لذلك
سيكون الجيش الصحراوي وقضية الصحراوي الغربية منفذين هامين لتنظيم القاعدة لتوسيع
دائرة انتشاره .وتواجده. وهو ما سيعجل بتدخل العسكري الغربي من خلال
استخدام قواعد عسكرية في بلدان المغرب العربي كالمغرب و الجزائر مما سيكشف حقيقة
جيوش الدول المغاربية أمام شعوبها كجيوش عميلة بالوكالة تحارب الإسلام والمسلمين
والوقوف أمام تحقيق أمالهم في قيام دولة الخلافة الموحدة التي ستنهي أوهام وقيود
الحدود المصطنعة التي فرضها الاستعمار الغربي والأنظمة الحاكمة العميلة
هذه الحرب المرتقبة في غضون سنوات قليلة ستتميز
فيها الأطراف إلى طرف يحارب لإزالة القوانين الوضعية التي تحكم البلدان المسلمة
التي قيدت الشعوب وأنهكتها بالفقر و البطالة والظلم والتفرق والتحرر من جاهلية
العصبيات الوطنية هم المجاهدين الذين يحملون هم الدين والأمة وطرف تمثله أمريكا
وحلفاءها من الأنظمة في المنطقة وجيوشها المنساقة وراء حرب لا ناقة لها فيها ولا
جمل ..وبالتالي فهذه حرب الحياد فيها غير مقبول شرعا لكونها حرب على الإسلام
تقودها الجاهلية لمنع شريعة الله من الظهور والحكم فوق أرضه
وعليه ستتغير معطيات نظرية الصراعات الذي خلقها الغرب بين الدول والشعوب على أساس
الوطنية الحدودية التي لن يعود لها وزن في
موازين الصراع المقبل لكونه يقوم على أساس عودة حكم الله إلى الأرض بدل النظم
القانونية القائمة اليوم