كثيرا ما تجتاح الاماني قلوب محبي وعشاق المستديرة الساحرة خاصة اذا ما كانت الامنيات على بعد خطوات من الواقع، وربما تتجه انظار محبي نادي برشلونة الاسباني الى افق الاماني بخيال تنسجه الأيام لعله في ساعة ان يتحقق والجميع ينتظر تلك الساعة فساعة التتويج ينتظرها انصار برشلونة الاسباني لغير سبب وذلك ان حلم تحقيق الثلاثية يداعب سحرة كتالونيا من جهة التاريخ كما ان انجاز الثلاثية سيمكن أبناء المقاطعة الكتالونية من تحقيق ثار الاقصاء الذي عادة ما أيقظ مدينة برشلونة من الحلم الاوروبي اذ أصبحت الاندية الانجليزية بالفترة الاخيرة كابوسا اوروبيا على برشلونة فلقد أقصى كل من ليفربول ومانشستر يونايتد نادي برشلونة تواليا من النسختين الماضتين في مسابقة أبطال الدوري وعليه فان الحصول على الثلاثية يتضمن تحقيق الثأر من الاندية الانجليزية ضمن منطق مجريات المواجهات، فنحو التاريخ ونحو الثار ستسير خطوات سحرة غوارد يولا برغبة الطامح المنتقم
ومما لاشك فيه ان أقدام السحرة الاسبان ستسير نحو مواجهة تشيلسي بخطوات تحملها رغبتا الانتقام والطموح ذلك ان اندماج تلك المشاعر سيبث الروح المعنوية في جسد الفريق فغوارد يولا يدرك تمام الادراك معنى خسارة النادي الكاتالوني في المواجهة الاولى وما سيترتب عليه من آثار سلبية ستنعكس بلا ادنى شك على بقية استحقاقات الفريق، ومن واقع الحال أيضا يعلم غوارديولا ان المواجهة الاولى امام تشيلسي سيكون من شأنها تثبيت الخطوات كما من شأنها ايضا الانحراف عن جادة الانجاز خاصة وان ظلال المواجهة ستحيط بجانبها الايجابي او السلبي بأجواء الكلاسيكو، ومن منطق التحليل لخطوة الثلاثية الاولى وهي مواجهة كتيبة هيدنيك اللندنية أجد ان المعطيات ترجح كفة برشلونة على تشيلسي،مع الاخذ بالاعتبار ان كتيبة البلوز لها من القدرة الفنية ما يجعلها تستغل مواطن الضعف في برشلونة غير ان ذلك ما اراه مرجوحا غير راجح فالراجح من وجهة نظري الشخصية ان الانتصار يتسنى بالنسبة الاكثر لبرشلونة ولكنه غير ممنوع على تشيلسي، فحقيقة تقتضي التصديق ان برشلونة يفرض أسلوبه الهجومي على جميع الخصوم مما يؤدي بالضرورة الى ترجيح كفته على اي خصم ولكن بنسب متفاوتة فمن غير المعقول ان يقف ليون وتشيلسي أمام برشلونة على حد سواء فاحتمالية فوز تشيلسي على برشلونة أكبر من احتمالية فوز ليون غير ان اليد العليا تبقى لبرشلونة اذ انه الاقوى وسأتحدث بشيء من الايجاز عن الحالة الفنية للفريقين أثناء المواجهة المرتقبة، فمن الطبيعي ان برشلونة سيخوض المباراة بمنهج الهجمات المنظمة وتكرارها من جميع نواحي الملعب ذهابا وايابا الامر الذي يتحتم به ان يخوض تشيلسي المواجهة بنسق الهجمات المرتدة غير ان ما يميز البلوز هي القدرة الهائلة على تفعيل تلك الهجمات ومن هذا المنطلق نجد صعوبة في تحديد المنتصر اذ ان الانتصار مرهون بعملية حسن استغلال الهجمات سواء كانت منظمة ام مرتدة أما تحديد الاقوى فأمر لا يدعو للحيرة فبلا شك ان من يجبر خصمه على التراجع يكون هو الاقوى في قانون كرة القدم وبذلك يقفز في الاذهان تساؤل مهم هل من الضروري ان ينتصر الأقوى؟ فالبطبع ليس من الضروري ان ينتصر الاقوى ولكنني ارى وقد اكون مخطئا انه من الطبيعي ان ينتصر الأقوى بسبب ان قانون الانتصار خاضع للقوة فاذا خسر الاقوى أصبحت الامور غير طبيعية واذا خسر برشلونة من خصومه الاضعف وهم الذين يقفون دونه ودون تحقيق حلم الثلاثية تلاشت احلام المقاطعة الكتالونية من جديد وحتى يصبح الحلم حقيقة لابد من استرخاء الحالة الذهنية لنجوم برشلونة وفصل مواجهة تشيلسي عن المواجهة المفصلية امام مدريد اذ ان النواحي المعنوية لها بالغ الاثر في عملية الحضور الفني والذهني لدى اللاعبين، فاذا انتصر برشلونة على تشيلسي سينتصر على ريال مدريد واذا ضمن الدوري سيحقق كأس اسبانيا واذا حقق كأس أسبانيا سيقفز سؤال اخر وهو من الأقوى برشلونة الاسباني أم مانشستر يونايتد الانجليزي؟! ومن منهما يستحق لقب أبطال الدوري الاوروبي اذا ما تأهل الفريقان لنهائي البطولة؟ فما ينطبق على برشلونة مسحوب على مان يونايتد على اختلاف مواجهاتهما