عيد الأب هدية من بابل القديمة الى عالمنا المعاصر
عيد الأب هو تعبير صادق عن المشاعر، و استذكار للمآثر ، و كلمة شكر وحب يطلقها الأبناء لآبائهم.
تمتد اصول و جذور عيد الأب الى ما قبل 4000 سنة في بابل القديمة * . حيث كان هناك شاب كلداني يدعى " Elmesu"" ، تمنى هذا الشاب الصحة الجيدة و العمر المديد لابيه الذي كان يعتني به و يحبه كثيراً و يعطف عليه، حيث قام هذا الشاب و كتب امنياته تلك على لوحة مصنوعة من الطين و اهداها لوالده.
منذ ذلك الحين تطور هذا التقليد و استمر الى ان تم تخصيص يوم لتكريم الآباء في انحاء مختلفة من العالم.
بداية عيد الأب كانت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1924 عندما اعلن الرئيس" Cavin Coolidge " الاحد الثالث من حزيران كعيد للأب. و فكرة خلق يوم للأبناء لتشريف و تكريم آبائهم بدأت في "Spokane" و" Washington" عام 1909 ، عندما خطرت هذه الفكرة لامرأة تدعى " Sonora Smart Dodd" بينما كانت تستمع الى خطبة عيد الأم في الكنيسة. كانت هذه السيدة يتيمة الأم، وقد تولى والدها تربيتها و اشقائها الخمسة بحنان و عطفٍ شديدين مقدماً تضحيات مختلفة في سبيلهم ، و بما ان عيد ميلاد والد "سونورا" كان في الخامس من حزيران ، لذا ارتأت الإبنة ان يتم الإحتفال بالمناسبة في نفس الشهر، وكان لها ما أرادت، فاقيم أول احتفال في واشنطن في يوم 19 حزيران عام 1910، ثم بدأ الاحتفال بهذا العيد في مدن مختلفة في الولايات المتحدة، وكانت رائدة الإحتفالات السيدة "شارلز كلايتون" من غرب فرجينيا.**
في السنوات الأولى كانت تقدم الزهور في هذا العيد، فكان اللون الأحمر لتكريم الآباء الأحياء و الأبيض للآباء الذين غادروا الحياة.
وقد اقرّ الكونغرس الأمريكي هذا العيد كعطلة رسمية في الولايات المتحدة في العام 1972 اي بعد مرور اكثر من ستين عاماً على الإحتفال به لأول مرة سنة 1910.
اليوم للأب عيدا خاصاً و رسمياً به كما هو للأم في الكثير من الدول ويعود السبب الى هذا التأخير في اقرار عيداً خاصاً للأب الى عادات الشعوب في عملية توزيع الأدوار داخل العائلة بين الأب و الأم ، حيث اُعطيت للأم مهام تغذية الطفل و العناية به جسدياً و عاطفياً و اجتماعياً ، بينما الأب حُددت له وظيفة المعيل من دون ان تولي اهمية تذكر لدوره كشريك مساوٍ للأم في عملية التنشئة العاطفية و الإجتماعية. لكن اليوم اصبح من المستحيل الغاء دور الأب في تربية ابنائه و الحفاظ عليهم من مخاطر الحياة حتى لو كان الأب غائباً اومفقوداً و تكون ذكراه و صورته هي المرجع في الكثير من القرارات التي تخص العائلة حيث نسمع كثيراً من الأمهات عندما يتحدثن الى ابنائهن في امر ما يقولن " لو كان والدك موجوداً لقال كذا او لتصرف كذا..هذا كله من شأنه ان يحيي صورة الأب في حياة ابنائه ، و ان يجعله موجوداً بإستمرار في يومياتهم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في عالمنا المعاصر تحتفل دول كثيرة في العالم بعيد الأب و في تواريخ مختلفة و من هذه الدول***:
استراليا، نيوزلندا: الأحد الأول من ايلول.
النمسا، بلجيكا : الأحد الثاني من حزيران.
البرتغال، اسبانيا: 19 آذار.
البرازيل ، ايران: الأحد الثاني من آب.
أمريكا، كندا، تشيلي، اليابان، بريطانيا، هولندا، مالطا: الأحد الثالث من حزيران.
الدول الأسكندنافية: الأحد الثاني من تشرين الثاني.
الصين، تايوان، هونغ كونغ: 8 آب.
ليتوانيا: الأول من حزيران.
الدانمارك: 5 حزيران.
بلغاريا:20 حزيران.
كوريا:8 أيار.
تايلاند: 5 كانون الأول.
انه امر حضاري و مفرح ان يحتفل العالم بكُل دُوله و شعوبه بهذا العيد تكريماً للأب و لدوره الأساسي في بناء الأسرة ، لكنها حقاً مفارقة غريبة في ان يكون مصدر و مبعث العيد مدينة بابل ، قلب العالم القديم و منبع العلوم و الفكر، و زينة بلاد الرافدين(العراق) ويكون الأب في هذا البلد منسياً بالرغم من الصفات الحميدة التي يتميز بها الأب العراقي بقلبه الكبير من شهامة و كرم و حسن الأخلاق والحنان و التضحية.