عبير الورد عضو دهبي
عدد مشاركاتك : 422 نقاط التميز : 12621 السٌّمعَة : 5 رسالة sms :
| موضوع: هل يمزح العلماء وطلبة العلم ؟ السبت 25 أبريل - 9:19:37 | |
|
هل يمزح العلماء وطلبة العلم ؟
هل يضحكون في مجالسهم ؟ .. وهم من هُم بعلمهم وقدرهم ووقارهم ! .. فهم وإن كانوا أهل الوقار .. وحياتهم حياة الاجتهاد والجد .. ومجالسهم مجالس العلم والذكر .. فإنها لا تخلو من اللطائف العابرة غير المقصودة ! .. والطرائف النادرة التي تناسب الحال الذي وقعت فيه دون مشقة أو كلفة ! .. فتكون أشبه بالنكتة الجميلة التي يستسيغها العقل وتطرب لها النفس ! .. وتطير بها الركبان ! .. وتتناقلها الأجيال تلو الأجيال ! .. ولنا في سيرة سيد العلماء وإمامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .. فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح بلا كذب .. وتضحكه الطرفة الصادقة كما سيأتي معنا .
* قيام الليل أنواع لقد اعتدت الخروج إلى مجالس الذكر لما لها من فائدة عظيمة ، وذات يوم وبينما أنا مستعد للخروج إلى أحد مجالس الذكر تشبث بي أخي الصغير يريد الخروج معي ، وبينما نحن نستمع إلى محاضرة الشيخ التي كان يتحدث فيها عن قيام الليل وفضل قيام الليل ، كان أخي الصغير يلتفت هنا وهناك ، وكأنه يفكر في الوجوه التي يرى أنها غريبة ، وقبل أن ينهي الشيخ محاضرته لفت انتباهه أخي الصغير وهو يجلس بجانبي بهدوء مرتدياً القميص والعمامة على رأسه وكأنه أحد القضاة ، فسأله الشيخ : ما اسمك ؟ قال : عبد الله قال : هل تقوم الليل يا عبد الله ؟ قال : نعم أبول ثم أرجع أنام ، فابتسم الشيخ بينما ضحك الآخرون وقال لي : اخلع عنه العمامة . أما أنا فقد غرقت في حرج شديد ، ورغم ذلك لم أتمالك نفسي من الضحك ، خاصة حينما سمعت أخي الصغير يضحك بجانبي هو الآخر
قذيفة ذهبية في إحدى المحاضرات وأنا أتحدث بكل حماس وجرأة بدأت الكلمات يظهر أثرها في انفعالاتي وحركاتي حتى بدأت أحرك يدي من كثرة التفاعل في ذلك الموضوع ، فشرعت أشير إلى هنا وإلى هناك تارة أخرى وأنا أتكلم بكل حرية وانطلاق ، فحلقت بيدي اليمنى للأعلى قليلاً فانطلق منها صاروخ ذهبي تلاحقه نظرات مستهجنة من الحضور حتى استقر في آخر القاعة ، نظرت بدهشة : يا إلهي إنه خاتمي الجديد أصبح قذيفة حربية ، ابتلعت ريقي بشدة وسط وجوم أوجه الحاضرات وابتسمت ابتسامة صفراء ، ثم أكملت بقية المحاضرة بكل حياء وخجل .
سأظل تلميذك كنا جالسين في حلقة مهيبة تسودها الطمأنينة حول شيخنا الجليل ، وبينما هو يشرح لنا باباً من أبواب العلم ووصل إلى مسألة أخطأ فيها ، وكرر الخطأ ، فلم أتمالك نفسي وبعفوية طالب العلم قاطعته مصححاً له الخطأ فاستجاب بكل تواضع ولكن أخذت الأنظار من الحاضرين تتوجه إلي وكأنها تؤنبني مما جعلني أتمنى أني لم أصحح خطأ شيخي الذي أحبه وسأظل تلميذه دائماً .
حديث البتة ! كنت في مجلس علم لأحد الشيوخ الفضلاء فتحدث الشيخ في أثناء درسه عن مسألة فقهية وقال : لم يثبت فيها حديث البتَّة – يعني بتاتاً – وبعد انتهاء الدرس سأل أحد الحاضرين : يا شيخ اذكر لنا حديث البتة ، عندها لم يتمالك الحاضرون أنفسهم من الضحك ، فقام الشيخ بإيضاح الأمر للسائل .
صعوبة البداية إحدى صديقاتي قررت أن تلقي محاضرة على الطالبات في مصلى المدرسة وكانت المرة الأولى في حياتها ! وعند مجيء الموعد المحدد ازداد الخوف والتوتر ! وما إن جلست في المكان المخصص ويممت وجهها شطر الطالبات حتى تبخر كل شيء حضرته وجهزته ! ليحمر الوجه وتصفر الخدود ويبقى السبيل الوحيد للخروج من الموقف المحرج هو الهروب أمام دهشة وتعجب الحضور !
أفواه المجانين في أحد الأيام كان أحد طلاب العلم يلقي محاضرة وكانت مفيدة جداً ، وكان فيها من الفصاحة والبلاغة مما أثر على أحد الحاضرين فقام يعقب بعد المحاضرة فقال : جزى الله الأخ خير الجزاء فقد أفاد وأجاد ونصح وأفصح وكما قيل : خذ الحكمة من أفواه المجانين ! فضحك الحاضرون جميعاً وضحك الأخ المحاضر وأحرج المعقب من الموقف .
إلا العرس تقول الوالدة : بينما كنا في محاضرة في إحدى الاستراحات وكان الموضوع شيقاً والمكان المخصص قد ازدحم من كثرة الحاضرات ولم تجد من جاءت متأخرة مكاناً للجلوس أخذت الداعية تحثهم على التقارب حتى يكون هناك متسع للحاضرات ، ولكن دون جدوى ، أخذت تذكرهنّ بفضل التفسح في المجالس وأن الملائكة يصفون عند ربهم متراصين ولكن لا جدوى ، وبينما نحن في أخذ ورد إذا بإحدى الجالسات قريباً من الداعية تقول لها قولي لهنّ إني سأدعو لكنّ ، وأسرّت لها ، فقالت الداعية : ( اقربوا جعل رجالكم ما يعرسون عليكم ) ، وما إن نطقت بها حتى تحركت جميع الحاضرات ولم يبق أحد إلا وأخذ في التوسيع لمن حوله .. وقد اكتضت القاعة بصوت الضحكات .
يا لها من شجاعة ! قبل تزويد جامعة الإيمان باليمن بشبكة تلفزيونية مغلقة لبث المحاضرات للطالبات كان العلماء يلقون دروسهم مباشرة على الطالبات بعد تحجبهن ، وذات مرة بينما كان أحد علماء السيرة من القطر السوري الشقيق يلقي محاضرته حول شجاعة الصحابيات ودورهن في الجهاد وأنه يأمل أن تقتفي المرأة اليمنية المسلمة سيرة الصحابيات في الشجاعة وقوة التحمل إذا بإحدى الطالبات الحاضرات تصرخ بأعلى صوتها وتجري بسرعة هائلة وقد تركت حذاءها وكأنها شبح أسود طائر في الهواء .. فعمّ الهدوء المكان واحمر وجه الشيخ مذهولاً مما حدث ! هل هو الحماس للماضي التليد والشوق للجهاد والجنة ؟ أم هو مسٌّ من الجن أصاب الطالبة ؟ وفجأة إذا بصوت الطالبة من بعيد يقطع الهدوء العجيب ! فأر .. فأر .. يا شيخ هناك فأر في القاعة ! أظن الشيخ قد تفاجأ بشجاعة المرأة اليمنية وقوة تحملها !
الكل يبكي حدث ذات مرة في أحد مجالس الذكر أن أحد الشيوخ قام بوعظ الناس وتذكيرهم بالموت واليوم الآخر وبدأ يرقق قلوبهم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تذكرهم بربهم حتى هاج المجلس بالبكاء والنحيب ، وبعد أن أكمل الشيخ موعظته التفت فإذا كتابه قد سرق ! فنظر في المجلس وإذا الكل يبكي فقال : كلكم يبكي ! فمن الذي سرق الكتاب ؟
أخرجه ابن ماجه روي أن جماعة من طلبة العلم ذهبوا ليحفّظوا الناس في إحدى القرى ، وحينما اجتمع الناس في المسجد وبدأ أحدهم يخطب فيهم وكان في أثناء كلامه استدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " وقال : أخرجه ابن ماجه ، فقال كل الحاضرين من القرية : بارك الله فيه ، بارك الله فيه .. فقد ظنوا أن المقصود أن ابن ماجه قد أخرج الضب من جحره ! عندها فقط أدرك الخطيب أنه في وادٍ والناس في وادٍ آخر .
عيوشة تقول أختي : بينما نحن في حصة مادة الحديث وقد كانت راوية الحديث السيدة عائشة رضي الله عنها ، فبدأت المعلمة بترجمة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وذكرت أنها كانت أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكان يداعبها ويدعوها باسم جميل غير عائشة فما هو ؟ تقول أختي : فسكتت جميع الطالبات لأنهن لم يعرفن الإجابة ، فتشجعت أختي وقالت بصوت عال مسموع : ( عيوشة ) ! فإذا بالطالبات ينفجرن ضاحكات وكذلك المعلمة التي بادرتها قائلة : استغفري الله ، كان يدعوها ويداعبها بـ ( الحميراء )
سنة رابعة لغة عربية عندما كنت في الجامعة وفي إحدى محاضرات مادة الحديث كتبت الدكتورة على السبورة الحديث الشريف : " المؤمن كيس قُطُن " ، وعم السكون الرهيب القاعة ! فطلبت منها أن تشرحه بناء على قراءتها ، فكان جوابها الذكي : لقد شبه المؤمن في صفاء قلبه وطهارته بكيس القطن لشدة بياضه ! فانفجرنا ضاحكات لإعجابنا بمنطقها المقنع . وأما لفظ الحديث : " المؤمن كيَّسٌ فَطِن " .
وليس الذكر كالأنثى جاء أحد الشيوخ الأفاضل إلى الجامعة ليلقي على طلابها محاضرة ، وكان قد اتصف بالزهد ولين الجانب ، ومن رآه ظنه ليس بعالم . وقف فضيلته أمام بوابة الجامعة بهيئته التي لا تدل إلا على التواضع الجم ، ولما أراد أن يدخلها قال له الحارس على البوابة : هذا المكان ليس بجامع ! إنها جامعة . فقال الشيخ : إني أعرف ذلك ، وليس الذكر كالأنثى .
آآه أحد الشباب كان يقرأ الدرس على شيخه ، وعند نهاية الموضوع في الكتاب كان مكتوباً : ( أ.هـ ) ، ولكن الطالب قرأها : ( آآه ) بالمد ، فضحك الشيخ ومن في المجلس .
| |
|