عشر قصص قصيرة جدا “5″
“1″
إحتفال
عاد أدراجه إلى بيته ….بعد أن شارك فى برنامج تلفزيونى لمدة ثلاث ساعات… يُشكك فى إنتصار غزة على اليهود … قبض المقابل عشرة آلاف جنيه … وصل مُنتَشيا إلى العمارة التى يسكن فى إحدى شققها … إقترب من باب المصعد ليستقله … سمع زغاريد …أغانى وطنية …أناشيد إسلامية … هتافات … ظن أن هناك إحتفالا بزواج أحد أبناء ساكنى العمارة … صعد إلى شقته…فوجىء بزوجته وأولاده يقيمون إحتفالا ضخما… يوزعون الحلوى… والمشروبات … والهدايا…إبتهاجا بما لم يعتبره إنتصارا … فقرر ألا يبيت فى بيته تلك الليلة .
“2″
أعمى
وُلد أعمى…لم يُعره أحد إهتماما… بين عشية وضحاها أصبح من الأيتام …زيادةً على الفقر…لم يجد من الأقارب من ينفق على تعليمه…لم يمسح على رأسه جارٌ من الجيران …حتى الصغار إبتعدوا عنه… نفروا منه …رق له قلب شيخ القرية فقبله تلميذا فى الكُّتاب … فى مدة وجيزة أتم حفظ القرآن الكريم … إستبقاه الشيخ ليكون مساعده الأول …بضع سنين مرت …مات الشيخ… جلس الفتى مكان الشيخ … أتقن العمل …أخلص له وأحبه… إتسع مكان الكُتاب … تضاعفت أعداد الرواد … من الصغار… ومن الكبار… ذاع صيته … وسَّع الله له فى رزقه… أهل القرية أجمعوا على حبه …أما هو … فهو فى الصلاة إمام .. . وفى النزاعات بينهم أفضل القضاة… بيته مفتوح لهم فى الصباح والمساء…عطوفا على صغارهم.. مرشدا للكبار…منفقا من أمواله عليهم فى أفراحهم وأتراحهم .
“3″
تهكم
فى بداية الحرب على غزة… تهكم على قادة المقاومة… إنهم يُطلقون تصريحاتهم الحماسية من الخنادق… إنهم جبناء .. لايستطيعون مواجهة العدو… إستُشهد عدد من القادة … صرح ببرود مصحوب بالشماتة… إنهم يستحقون ما حدث لهم .
“4″
إستقبال ومنع
طالما إستقبلها رئيس الجامعة …والعمداء والأساتذة والطلاب… حينما كانت تُدعى ليقيموا لها الندوات… إحتفالا بفيلم.. مسلسل .. مسرحية… كانوا يعطلون اليوم الدراسى … يرقصون .. يغنون.. يمرحون … لأنها كانت سيدة الغناء والرقص والتمثيل … هذه المرة حاولت الدخول من باب الجامعة لإنجاز مهمة خاصة… منعوها… لأنها إعتزلت الفن .. وإرتدت الحجاب.
“5″
سهرة حمراء
خمسة فتية تعرفوا على فتاة أجنبية … تعددت اللقاءات والسهرات الحمراء… فى أحد الفنادق … “خمس نجوم”… رافقتهم فى كل تحركاتهم … أصبحت سادستهم… بضعة أسابيع مرت على هذا التعارف الآثم… أُصيب أحدهم فى حادث سيارة… إحتاج لنقل دم فورا… تقدم الأربعة للتبرع بالدم….نتيجة التحليل..دماؤهم ملوثة… بالإيدز…وكذلك كان خامسهم … السادسة كانت مريضة بالإيدز.. قبلهم بأكثر من عام .
“6″
حكم السلطان
أحال السلطان الكثير من المناوئين لحكمه… ليُحاكموا محاكمة عاجلة… إستدعى السلطان كبير القضاة … أمره بأن يوقع عليهم إحدى عقوبات… الإعدام… أو السجن … أو النفى… كبير القضاة قرر أن يطبق العقوبة الثالثة… على نفسه … تخفى فى زِى شرطى وهرب من البلاد.
“7″
رجل المرور
قرروا خصم راتب شهر لرجل المرور… لأنه لم يحرر العدد المستهدف من المخالفات ضد السائقين… الشهر التالى لم يرَ سيارةً الا وحرر ضدها مخالفة …حتى سيارات الشرطة.
“8″
العودة الآمنة
تملكه شعور بالخوف على إبنه المسافر إلى إحدى المدن الجنوبية… على هاتفه المحمول إتصل به … طلب منه ألا يعود ليلا …خوفا من حوادث الطريق… توهم أنه سيلقى حتفه أثناء العودة… صباحا كان الإتصال الثانى… أمره ألا يستقل سيارة وأن يركب الباص… إتصال ثالث … القطار هو الوسيلة الآمنة… عاد الإبن إلى البيت… وجد أباه قد فارق الحياة .
“9″
مذيع مرفوض
أعلنوا عن مسابقة لإختيار مذيعين جدد … لقناة دينية جديدة… تقدم ضمن المتسابقين… بهرتهم إجاباته … أجروا عليه تحرياتهم… علموا أنه يصلى الفجر فى جماعة … يصوم يومين فى الأسبوع… يُصلح بين الناس… يحارب الفساد…أمله أن تُطيق الشريعة … فوجىء أنه مرفوض… أمنيا .
“10″
ليلة جميلة
أخبروه هاتفيا فى منتصف الليل… أن الشرطة قد تكون فى طريقها إلى بيته … فى السنوات الأخيرة … إعتاد الأمن أن يزج به إلى السجون … من حين لآخر…سلم أمره لله … توضأ … توجه للقبلة مصليا … إستشعر الأنس بالله … نسى كل شىء الا هو…لم يقتحموا بيته هذه المرة…أذن المؤذن … صلى الفجر وعاد… حمد الله على أن أكرمه بقيام هذه الليلة… قال : جزى الله رجال الأمن خيرا .