عبير الورد عضو دهبي
عدد مشاركاتك : 422 نقاط التميز : 12617 السٌّمعَة : 5 رسالة sms :
| موضوع: التميز في حياة المسلم الأربعاء 15 أبريل - 16:35:12 | |
| كل شيء خلقه الله تعالى له خصوصياته التي ميزه الله تعالى بها فالكون كله له تلك المميزات التي تميز الأرض عن السماء و الكوكب عن النجم و الحشرة عن الطيور و هكذا كل شيء له المميزات الخاصة بل إن كل من في المجموعة الواحدة له مميزاته الخاصة انظر إلى مجموعة الطيور فان العصفور مختلف عن الغراب و إلى مجموعة الحشرات النملة مختلفة عن دودة القز و هكذا الإنسان لا بد أن له ميزات مختلفة داخل المجموعة نفسها. المسلم يعيش في هذه الأرض مع اليهود و النصارى و المشركين و كل هذه الفئات تختلف بأنها بدلت الذي هو أدنى و هو الكفر أما المسلم فقد رضي بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا فهو إذن متميز على من سواه من البشر فهم كما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم يأتون يوم القيامة كالشامة البيضاء على الثور الأسود. و لكن هل هناك تميز بين المسلمين أنفسهم؟ نعم انه التميز التربوي الذي غرسه الرسول الكريم صلى الله في أصحابه و هم يعيشون أجواء ضياع القيم الحضارية بكل المقاييس فاخرج جيلا شريفا عفيفا قويا شجاعا رهبانا بالليل فرسانا بالنهار و امتد ذلك الجيل إلى إن بدأت تدب الخلافات السياسية بين المسلمين و دخلت الخلافات العنصرية و الطبقية و انتقضت عرى الخلافة الإسلامية عروة عروة. و نحن إذ نعيش عصر التميع الحضاري لم يعد إلا أن نسعى إلى إيجاد رؤية واضحة الحدود و محددة المعالم نسير عليها للوصول إلى ما وصل إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن هل ما هي ملامح التميز للشخصية الإسلامية المعاصرة؟ انه التميز الكامل في الروح و القلب و الجوارح فالمسلم خال من آفات القلب العقدية و الروحية من عبادة سوى الله تعالى و الإنابة إلى سواه و عبادية من عدم الخضوع و التذلل لسوى الله تعالى و عدم السجود لغيره تعالى و من أخلاقية فهو سليم من كل آفات اللسان من الكذب و الخيانة و الولاء و البراء فإنها من أولويات العقيدة الإسلامية و اسمع معي إلى ربعي بن عامر و هو يقول لرستم بعد أن دخل عليه ببغلته و اخذ يمزق ستائر قصره بحربته مستهينا بكل زخارف الدنيا و مفاتنها فيقول له رستم : ما الذي أتى بكم إلينا أيها البدو الآن و قد أعطيناكم ما تريدون؟ فيرد عليه : نحن قوم ابتعثنا الله لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد و من جور الأديان إلى عدل الإسلام و من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الآخرة. انه التميز الحقيقي عليكم نعم إننا كنا كما قلت نأتي لنأخذ فتات مما عندكم و نقنع و لكن الآن لقد أسلمنا و أعزنا الله بالإسلام و لن نرضى إلا بالجنة إذا رضي الناس بالدنيا فنحن لا نرضى إلا بالجنة و إذا تقربوا إلى أهل الملك و السلطان فنحن لا نتزلف و لا نتقرب إلا إلى الله تعالى فهذا التميز الذي يسبغ الإسلام به أصحابه من أول جملة ينطقونها و هي الشهادتين. و التميز الذي نراه هنا هو تميزا بكل المقاييس التميز العقدي نحن لا نعبد إلا الله تعالى و لا نرضي إلا الله تعالى "و من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" و بدلا من أن يفتخر بقيس و تميم يقول : أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم انه التميز العبادي التام الذي إذا سجد الآخرون لغير الله تعالى سجد هو لله و نكر عليهم و دعاهم إلى الله "يا أبت لما تعبد من دون الله ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيا" ثم يردد: و رب يبول الثعلبان برأسه تبا لمن بالت عليه الثعالب فلا يصرف جزءا من عبادته لغير الله تعالى و لا يسبح بحمد غير الله تعالى فهو كما قال الجنيد ( إن تكلم فلله و إن سكت فمع الله و إن مشى فإلى الله و إن عمل فبالله فهو مع الله في سكناته و إلى الله في حركاته و بالله في شغله و في الله صبره و شكره. و حين ترى سبب إخراج لا الكفار لقوم لوط من قريتهم قالوا "اخرجوا ال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" لقد تميزوا بعفتهم و أخلاقهم الكريمة بأنهم يتطهرون مما لا يتعفف غيرهم من إتيانه. و أخيرا أقول لكم وصية و هي قول الشاعر: و كن في الطريق عفيف الخطى كريم السماع عفيف النظر ****و كن رجلا إن أتوا بعده يقولون مر و هذا الأثر | |
|
همس الخواطر عضوفعال
تاريخ الميلاد : 13/10/1992 عدد مشاركاتك : 54 العمر : 32 نقاط التميز : 11562 السٌّمعَة : 3 رسالة sms :
| |