زهرة
اغادير
21 سنة
مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعاديوسورها
فقلت لنفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل مالا تستطيع احتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقىحبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمونعليها سرورها
متى تبصرِ القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيثتديرها
****
في القدس بائع خضرة من جورجيا
برم بزوجتهيفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
في القدس توراة وكهل جاء من منهاتنالعليا
يفقه فتية البولون في أحكامها
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا فيالسوق
رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح منالإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجلفي الساحات طول اليوم
في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس صلّيناعلى الأسفلت
في القدس من في القدس إلا أنت
***
وتلفَّتالتاريخ لي متبسما
أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم
هاهم أمامك متننص أنت حاشية عليه وهامش
أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجابواقعها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتىً سواك
وهي الغزالة فيالمدى
حكم الزمان ببينها
مازلت تركض خلفها
مذ ودعتك بعينها
فارفق بنفسكساعة
إني أراك وهنت
في القدس من في القدس إلاأنت
***
يا كاتب التاريخ مهلاً
فالمدينة دهرهادهران
دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه
وكأنه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامنمتلثم
يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها
فاسأل هناك الخلق يدللكالجميع
فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين
في القدس يزداد الهلالتقوسا مثل الجنين
حدْبا على أشباهه فوق القباب
تطورت ما بينهم عبرالسنين
علاقة الأبِ بالبنين
في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيلوالقرآن
في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع أزرق
فوقه - يا دام عزك- قبةذهبية تبدو برأيي مثل مرآة محدبة
ترى وجه السماء ملخصا فيها
تدللهاوتدنيها
توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها
إذا ما أمّة من بعد خطبةجمعة
مدت بأيديها
وفي القدس السماء تفرقت في الناس تحمينا ونحميها
ونحملهاعلى أكتافنا حملا
إذا جارت على أقمارها الأزمان
***
فيالقدس أعمدة الرخام الداكناتُ كأن تعريق الرخام دخان
ونوافذ تعلو المساجدوالكنائس
أمسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالألوان
فهو يقول: "لا بلهكذا".
فتقول: "لا بل هكذا".
حتى إذا طال الخلاف تقاسما
فالصبح حر خارجالعتبات
لكن إن أراد دخولها فعليه أن يرضى بحكم نوافذالرحمن
***
في القدس مدرسة لمملوك أتى مما وراءالنهر
باعوه بسوق نخاسة في أصفهان
لتاجر من أهل بغداد
أتى حلبا فخافأميرها من زرقة في عينه اليسرى
فأعطاه لقافلة أتت مصرا
فأصبح بعد سنين غلابالمغول وصاحب السلطان
***
في القدس رائحة تركز بابلا والهندفي دكان عطار بخان الزيت
والله رائحة لها لغة ستفهمها إذا أصغيت
وتقول لي إذيطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي: "لا تحفل بهم"...
وتفوح من بعد انحسارالغاز وهي تقول لي: "أرأيت"..
في القدس يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرهاالعباد
كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها
والمعجزات هناك تلمسباليدين
في القدس لو صافحت شيخا
أو لمست بناية
لوجدت منقوشا على كفيك نصقصيدة – يا ابن الكرام – أو اثنتين
في القدس رغم تتابع النكبات ريح طفولة فيالجو.
ريح براءة
في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو.
ريحطفولة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بينرصاصتين
***
في القدس تنتظم القبور كأنهن سطور تاريخ المدينةوالكتاب ترابها
الكل مروا من هنا
فالقدس تقبل من أتاها كافرا أومؤمنا
أمرر بها واقرأ شواهدها بكل لغات أهل الأرض
فيها الزنج والإفرنجوالقفجاق والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله والهلاك والفقراء والملاكوالفجار والنساك
فيها كل من وطأ الثرى
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتبالتاريخ ماذا جدَّ فاستثنيتنا
يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراكلحنت
العين تغمض ثم تنظر
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا
نائيا عنبابها
والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمرآة اليمين
تغيرت ألوانها فيالشمس من قبل الغياب
إذ فاجأتني بسمة
لم أدر كيف تسللت في الدمع قالت لي وقدأمعنت ما أمعنت:
"يا أيها الباكي وراء السور.. أحمق أنت
أجننت.. لا تبك عينكأيها المنسي من متن الكتاب
لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه
في القدس من فيالقدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت
تحياتي لعلنا نتطهر!!
فى العالم العربى ، تعيش،
كما قط ساكن تحت عربية
عينيه ، ما تشوفش م الدنيا دى حاجه إلا الجزم..
فى العالم العربى ، تعيش،
كما بهلوان السيرك..
تحتك بهلوان، دايس عليه،
و فوق دماغك بهلوان دايس عليك!
و الكل واقف ..محترم!
فى العالم العربى ، تعيش،
مبارة ، بقالها الف عام
لعيبة تجرى يمين و شمال
و الكورة طول الوقت
فى إيدين الحكم!
فى العالم العربى تقول للبنت حبيتك!
تناولك بالالم!!
فى العالم العربى تعيش،
تشتم فى طعم الميه و الطعمية..
و القهوة ، و روادها، و فى مراتك و أولادها..
فى االلى بيعمله إبليس
و فى التفليس
و لو سألوك..
تقول ،: الحمد لله ربنا يديمها نعم..
فى العالم العربى تعيش،
كما دمعة فى عيون الكريم
المحنة تطردها يرجعها الكرم..
فى العالم العربى تعيش
تلميذ فى حوش المدرسة ..
من غير فطار!
عينه على الشارع و بيحيى العلم
فى العالم العربى تعيش،
بتبص فى الساعة
و خايف نشرة الاخبار تفوت
علشان تشوف ع الشاشة ناس
فى العالم العربى ،
تموت،،
أمير المؤمنين (إلى السيد حسن نصر الله)<
قصيدة جديدة للشاعر تميم البرغوثي
في انقطاعِ الكهرباءْ
تحتَ القصفْ
وحدي في البيتْ
كنتُ ما أزالُ أحاولُ وصفَ الديارْ
خط الأفق متعرج من حطام المباني
والدخان دعاء عابسْ:<
ديار ببيـروتٍ وأخـرى ببغـدادِ عييٌ بها الناعي عييٌ بها الشادي
لقد كنتُ أبكي في طلولٍ لأجدادي فأصبحت أبكي في طلولٍ لأحفادي <
امتدت يدٌ من ورائي
تَعَدَّتْ أربعةَ عَشَرَ قرناً،
رَبَّتَتْ عَلَى كَتِفِي:
لاتَخَفْ، لستَ وحدَك، ما دُمنا معك فلن تَنْقَطِعْ
وإلتفتُّ فإذا بهم جميعاً هنا
سُكاَّنُ الكُتُبْ
أَئِمَّةٌ وحُدَاةٌ وشعراء
كيميائيونَ وأطبَّاءُ ومُنَجِّمُون
وخيلٌ تَمْلأُ البيتَ وتفيضُ على الشارع
وتخوضُ عِدَّةَ أميالٍ في البحر
وسْطَهم على شاشةِ الفضائيةْ
نَظَرْتُ إليه
أميرُ المؤمنينَ بعمامةٍ سوداء
علامةُ نَسَبِهِ للحُسَينِ بنِ عَليٍّ بنِ أبي طالبْ
ثم إنَّ العربَ إذا طلبت الثأرَ تَعَمَّمَتْ بالسوادْ
ثم إنَّهُ لَفَّ الليلَ عَلَى رأسِهِ وأصبحْ
ثم إنَّهُ ذَكَّرَني،
وكُنْتُ قد نَسِيتُ،
أنني ذو كرامةٍ على الله<
مِنْ آلِ بيتِ الرسولِ يـا حَسَـنُ مَنْ لَو وَزَنْتَ الدُّنيا بهم وَزَنُـوا
جُزِيتَ خيراً عـن أُمَّـةٍ وَهَنَـتْ فَقُلْتَ لا بأسَ مـا بكـم وَهَـنُ
لِيَذْكُـرَ الصُّبْـحُ أَنَّـهُ نَـفَـسٌ وَيَذُكُـرَ الليـلُ أّنَّــهُ سَـكَـنُ
وَيَذُكُـرَ الـرُّوح أنَّــهُ جَـسَـدٌ وَيَذْكُـرَ السِـرُّ أنَّــهُ عَـلَـنُ
ويَذْكُـرَ الطيـنُ أنَّــهُ بَـشَـر تَذَكُّـراً قـد يشوبُـهُ الشَّـجَـنُ
وأَنَّـه ربمـا اْشْتَهَـى فَـرَحَـاً وربمـا لا يَـروقُـهُ الـحَـزَنُ
وربمـا لا يَـوَدُّ عِيشـةَ مَـن أنفاسُـهُ مِـنْ أعدائِـهِ مِـنَـنُ
وأنَّـهُ فـي قتالـهـم رَجُــلٌ وأنـه فـي جدالـهـم لَـسِـنُ
وقد يُجِـنُّ الجنـانُ مـن رَجُـلٍ في الحَرْبِ ما لا تُجِنُّـهُ الجُنَـنُ
خليفـةَ اللهِ باْسْمِـكَ انتشـروا خَلقاً جَديداً من بعـد مـا دُفِنـوا
إنَّـا أَعَرْنـا الأميـرَ أنْفَسَـنـا وَهْوَ عَليها في الكَـرْبِ مُؤْتَمَـنُ <
وامتدَّت اليدُ إلى السماء،
مُتَعَدِّيَةً أربعة عشر قرناً،
ونَزَعَتِ الليلَ عنها برفقْ
نَزْعَكَ الضمادَ أو اللثامْ
فإذا تحته ليلٌ آخرْ
فَنَزَعَتْه أيضاً
وهكذا ليلاً بعد ليلْ،
كأنها تَقْلِبُ صَفَحَاتٍ في كتابْ
وكلَّما قَلَبَتْ صَفْحَةً منهْ
شَفَّت الصفحاتُ الباقيةُ عن كلامٍ ما:
ألا تَرَى النبوءة
سلاحهم يَهوِي
وسلاحنا يَصعدْ
نما لبلابٌ على الصاروخ،
والتفَّ عليه حتى كَسَاه
ثم أزهرْ
صاح وَلَدٌ، الله أكبر
وهوى سقفُ إسرائيلْ
دخلوا إلى الملاجئ،
كالترابِ تحتَ البساط
أصلُ الإنسان تُرابْ
ولكنَّ فرعَه السماءْ
وثمارُه سُكَّانُها
راقبتُ الفضائياتِ وتَذَكَّرتُ،
إنَّ الله، رغم كل شيئ، حقيقةٌ علميةْ
في انقطاع الكهرباء
تحتَ القصفْ
لستُ وحدي
وإن الليلَ أسودُ كالتمرْ
كل ليلةٍ تَمْرة،
وما زالت اليد،
تقطفها تَمْرةً تَمْرةً
وليلةً ليلةً
وإنه ليس بيني وبين الجنَّةِ إلا هذه التَمْراتْ
وامتدَّت يدٌ
مُتَعَدِّيَةً أربعةَ عَشَرَ قرناً
فصافَحَتْني
وبايَعْتُها
وكنتُ ما أزال أحاولُ وصفَ الديار
وأنقل القصيدة من القافية المكسورة
إلى القافية المرفوعة:<ديارٌ تَغَلاَّها مـن الدهـرِ ناقـدُ تَجَفَّلُ عنهـا كالنَّعـامِ الشدائِـدُ
ديارٌ يَبِيتُ الدهـرُ جَـرْوَاً ببابها تُلاعِبُهُ عِنْـدَ الصبـاحِ الولائِـدُ
وغيمٌ كطيَّـاراتِ طفـلٍ يَشُدُّهـا بِخَيْـطٍ فَيُدْنـي بينَهـا وَيُبَاعِـدُ
يَظَلًّ عليها عاكفاً مِثْـلَ مُحْـرِم يَرَى نَفْسَهُ مِنْ مَكَّةٍ وَهْوَ وَافِـدُ
وتُنْقَشُ في جُدْرانهـا كـلُّ آيـةٍ فتَرْتَدُّ في نحرِ الليالـي المكايِـدُ
ومِن حَولِها الخيلُ العِتاق تجمَّعَتْ بِـلا لُجُـمٍ مُسْتَأْنَسَـاتٌ أَوَابِـدُ
خُيولٌ أطاعـت راكِبيهـا محبـةً وَلَيْسَ لها حتَّـى القِيَامَـةِ قائِـدُ
وَلَيْسَتْ بأطلالٍ ولَسْـتُ بِشَاعِـرٍ ولكنَّنـي فيهـا لأهلِـيَ رائِــدُ
أراها قريباً ليسَ بينـي وبينَهـا سِـوَى قَصْـفِ هـذا الليـل...