[justify][right]المغربي بوصوفة أمام المفوضية الأوروبية: لأنني مسلم ومغربي عانيت من العنصرية
الاتحاد الأوروبي ينتج فيلماً تلفزيونياً حول دور الرياضة في مكافحة العنصرية
«معاً من أجل التعددية» كان هو الشعار الذي حمله القميص، الذي أهداه المغربي الأصل مبارك بوصوفة للمفوض الأوروبي المكلف شؤون التنوع اللغوي ليونار إيربان، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر المفوضية الأوروبية ببروكسل، وخصص لإطلاق فيلم تلفزيوني حول دور الرياضة وخاصة كرة القدم في مواجهة العنصرية.
وخلال مداخلته، تناول بوصوفة المقيم في هولندا والمحترف حاليا في بلجيكا، تجربته الاحترافية في كل من فريق اياكس الهولندي وتشيلسي الانجليزي واندرلخت البلجيكي، والتنوع اللغوي الذي مر به الى جانب معاناته من العنصرية، والتي سببت له آلاما نفسية. ولذا قرر تقديم المساندة لهذه الحملة التي تدعو الى مكافحة العنصرية. وقال بوصوفة: «لأنني اجنبي ومغربي ومسلم، تعرضت كثيرا للعنصرية، وعانيت منها وهذا الأمر كان يحزنني كثيراً». وأشار الى انه كان يضطر للتحدث بأكثر من لغة في محاولة للتفاهم مع الآخرين، ففي هولندا يتحدث الهولندية الى جانب لغته الأصلية العربية، وتحدث الانجليزية عندما كان يتعامل مع الآخرين خلال تجربة الاحتراف في تشيلسي، والآن يتحدث الفرنسية مع البعض في بلجيكا. وأطلقت المفوضية الأوروبية بالتعاون مع اتحاد كرة القدم الأوروبي، وشبكة كرة القدم ضد العنصرية في أوروبا، فيلماً تلفزيونياًً يدور حول دور اللغة والرياضة والتسامح في مكافحة العنصرية، وسيعرض الفيلم بدءاً من 16 سبتمبر (ايلول) الحالي في كافة الدول الأوروبية وخارجها بمناسبة الموسم الكروي 2008 ـ 2009. وأعلنت المفوضية أن الرسالة التي يتضمنها هذا الفيلم القصير تقول إن لعبة كرة القدم يمكن أن تكون عاملاً إضافياً في مسألة اكتشاف الآخر وثقافته ولغته.
وأكد المفوض الأوروبي إيربان، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمه بالاشتراك مع الأمين العام لاتحاد كرة القدم الأوروبي ديفيد تايلر، أن مكافحة العنصرية وعدم التسامح تمر عبر خلق شعور لدى الجمهور بالانتماء إلى مجتمع مبني على التنوع اللغوي والثقافي. وأضاف أن التنوع اللغوي يمكن أن يساهم في الحوار بين الشعوب سواء في المدرسة أو في أماكن العمل والتسلية.
من جانبه، أكد تايلر، أن هذا الفيلم هو العمل التلفزيوني الثاني الذي يصدره الاتحاد بالتعاون مع المفوضية الأوروبية خلال عامين. وقال: «إنها وسيلة جيدة لتعميق علاقاتنا، خاصة في مجال محاربة العنصرية في مجال كرة القدم». ويتضمن الفيلم ثلاث مجموعات من مشجعي لعبة كرة القدم يتابعون نفس المباراة، مع وجود خلفيات مختلفة ولكنها منتقاة من الواقع، حيث يتفاعل هؤلاء مع مجريات المباراة بنفس الطريقة بصرف النظر عن خلفياتهم الثقافية وأصولهم العرقية واللغوية. ويأتي إعداد هذا الفيلم في إطار السنة الأوروبية للحوار بين الثقافات. كما يأتي في وقت تتهيأ فيه المفوضية الأوروبية لإعداد وثيقة إستراتيجية جديدة حول التنوع اللغوي تظهر خلالها أهمية تعلم اللغات وضرورة حماية التنوع الثقافي واللغوي لدى الشعوب