]center]تحية طيبة ،، أما بعد ،،
كان الوقت زوالا ، والساعة تشير لحوالي الواحدة والنصف ، الجو حار خارجا ، رافقته حرارة المباريات الإفريقية التي لعبت على مدى اليومين الماضيين ، استلت جهاز التحكم ، وبدأت المرور على القنوات التي امتلأ بها جهاز الاستقبال ، هذا صالح وذاك طالح ، إذ بي أصادف مباراة البن '' الإثيوبي '' وسطرو معي على جنسية هذا الفريق مع الأهلي المصري على قناة مصرية ، أو لم تكن واحدة بل جميع القنوات المصرية ، التي أصرت إلا أن تبث مباراة ناديها ولو كان يلعب في بلاد الواق الواق ،
إذ سبق لها وأن لم تفوت مباراة الزمالك في الدور الإقصائي الأول بتنزانيا أمام سمبا.
عدت بتفكيري من مصر ومن إثيوبيا ، ورجعت لواقعنا المرير ، وأخذتني الرغبة والفضول في اكتشاف ما تعرضه قناتنا الرياضية المبجلة ، ماذا كان ياترى ؟ لم يكن سوى لقاء بئيس في التنس ضمن دورة '' موروكو ملل تور '' التي تنظم كل سنة ، وتشكل مناسبة لقناتنا
لملء برمجتها الفارغة باللقاءات الممتعة لهذه الدورة ، التي تشد معها كل من كان يعاني من الأرق والمزمن والكسل والخمول
لتعطيه فرصة لاتعوض في التمتع بنوم هنيء ،، قد تمنحه إياه دورة الكولف التي تنظم بدورها هاته الأيام ،
والتي نتساءل ونعود لنتساءل عن مدى فائدتها التي غابت علينا .
بينما الكرة تسقط في الحفرة ، وصرخات السيرفيس تتعالى ، كان الأهداف للأسف تتوالى على مرمى فريق الرجاء هناك بغانا ، وبينما نفس المنظر بأمسه وما كان قبله وبعده كان الخاليقي يحرث ملعب ليبيريا ، والخليفي وحجي يسقيان شباك غينيا ،، حمدا لله أننا مازلنا نمتلك صندوق العجب ، الذي نفض عنه المغاربة الغبار في هاته الأيام ووجهو ذلك العمود الطويل الذي يعتليه وركزو مع الذبذات خوف أن يزكلو الراديو المقصود برقم أو رقمين ، ذلك الصندوق الذي تعالت منه الصرخات بالمتاجر والمقاهي لتعلن تسجيل هدف أو ضياع فرصة محققة ، وتتعالى القهقهات والضحكات مع طرائف بوتوزاز والآهات مع حسرات شاني ، والآمال مع كلمات أبو جاد الله ، ماذا كنا لنفعل لو لم يكن
لدينا راديو مارس ، هل كنا لنظل متسمرين أمام لوحة النتائج في كورة ، أم ترانا كنا لنتصل بأحد مرافقي البعثة ، إنها الرياضية القناة السعيدة الفاضلة التي أصرت إلا أن تعيد المغاربة عقودا للوراء ، لسنوات السبعينات ، هذا مابدا عليه الأمر ونحن نضعه أسماعنا على
الراديو ، وكأني بنا ننتظر خبر الجيوش العربية في سيناء ، الرياضية التي دفعت آلاف المغاربة ليصبرو على التخرشيش الذي صم آذانهم والصدمات التي صعقت بعضهم والفرحة التي انتشلتهم ، لم نجد بدا في أن نصبر على الوصلات الإعلانية المتتالية لهذا الراديو وننحني
لها مذعنين ن ولم نكن لنحتج على إصراره على متابعة الغولف هو الآخر ومباريات الفشل والتعاسة بينما الحدث هناك يجري في الأدغال ،
لم نفرح بأهداف عدة إلا بعد تسجيلها بدقائق ، ولم تكن حسرة البعض الآخر إلا مضاعفة مع هذا العذاب ، لم نعرف شكل ذلك الهدف الذي وصفه المعلق بالرائع ، ولم نعلم خبرا لمن كان متسسبا في الهدف الذي تلقته شباكنا ، ولم نعرف كيف كان اللاعب فلان أو فلان ، هل فوت تشويكته المعتادة ، وهل نسي علكته المفضلة ن لم نعرف حتى لون اللباس الذي لعبو به ، هل تراهم لعبو بالفوقيات أم الجلابيب أم القفاطن ، أين جورج وياه ورئيسة ليبيريا التي أعلن أنها ستتابع المقابلة ، أين هو طاليب وكاسكيطته الحمراء ، ما شكل الحكم صفر ضربة الجزاء ،
هل الملعب بالفعل كان صغيرا كما وصفه أحد اللاعبين ، هل شابه ملعب من ملاعب الاحياء ، كل ذلك لم نكن لنراه ، لم نكن سوى عميان ـ والحمد لله على نعمة البصر ـ نتلمس الافق ، صاحب الميكرو ، ذلك الواقف على جنب الملعب الذي تضرب فيه الشمس وتكاد تصيبه الكرات الطائشة كان عيننا وسمعنا وأذننا وأنفنا ، لم تكن إلا لتدور مخيلاتنا داخل الجمجمة محاولة وضع تصور خاص لذلك العشب ،
لتلك المدرجات ، لتلك الرطوبة التي نسمع عنها ولم نكد نراها .
تساءلت مع نفسي ، هل عساها تلك البلدان المتخلفة التي لعبت فيها فرقنا كانت السبب ، هل هم أولئك الناس الذي لايمتلكون كاميرات ولا يديك ولايخليك ، دول ليبيريا وغينيا وغانا التي لم تعرف يوما كرة القدم ، تذكرت سريعا منظر إثيوبيا تلك الدولة تعيش المجاعة ومنظر الإخراج الذي يكادج يشابه ما في بطولتنا المبجلة ، وتذكرت أن تلك الدول لها تقاليد في كرة القدم ، لديها قنوات فضائية ، يااه مالذي جعل القنوات المصرية تنقل مباريات فرقها ؟ ورياضيتنا المصونة لا تفعل ؟ ، إنه عدم الإكتراث ببساطة القناة ممسوقاش ، إنها العبثية والارتجال الذي يسيطر على تلك القناة منذ إطلاقها ، قناة لم نقلها فيها زينة في يوم من الأيام ليس لأننا كامونيون ، بل لأنها لم تقم يوما بشيء يجعلنا نشكرها ، هل كان ليكلفها نقل المباريات الأربع الكثير ، وكم ستطلب القنوات الافريقية زعما ، مليون دولار ، ليست سوى قنوات فقيرة تريد أي مورد لبعض الملاليم ، فلتنقل مباراة واحدة ! ، عذرا فحتى هذا غير ممكن بل هو غير مقبول ، كيفاش ! بغيتونا نزكلو ماتش التنس العالمي الذي يقام بويمبلدون بمراكش ، لننقل لكم هاته التفاهة ، نحن جلبنا لكم ما هو أفضل إنها مباراة فيتوريا سيتوبال وباكوش دي فيريرا ، كلاسيكو العالم الذي تشاهدونه حصريا على قناتكم الرياضية ،لم نعد في حاجة حتى للدوري الانجليزي الممتاز، ذلك الدوري الفاشل ،
جربناه شي يامات ساعا معجبناش ولحناه ، كاين ما حسن ! مول السروال والتيشورت البيض وديك الهراوة اللي خاص لي يكاد بيها ضلوعكم .
نحن نعيد دق ناقوس الخطر ، ونعيد التعبير عن مدى سخطنا على هاته القناة ، التي لم تكلف نفسها حتى عناء إفادتنا بأخبار الفرق في الأدغال الإفريقية ، لن نلومها كثيرا هذه المرة ربما ، لكن نفكر فيما هو قادم ، وأخوف ما أخاف منه هو ألا يتم نقل مباريات هاته الفرق
حتى هنا بالمغرب ، وقد سبق وفعلتها العام الماضي ،، إضافة إلا أنه لاشيء عاد يفرح في هاته القناة ، لقد طفح الكيل....
آلو، كاينا الرياضية ، الإمكانية غير متوفرة ، فلتتفضلو بتجربة الاتصال مرة أخرى.[/center]
الرئيسية
التسجيل
رسالة sms 
