مساكين أولئك المسجونين..
مساكين أولئك المحبوسين..
مساكين أولئك المقيدين..
مساكين أولئك المحاصرين..
كثيرون هم الذين حوصروا في هذه الحياة..
وكثيرون هم الذين تنكدت عليهم الحياة..
وكثيرون هم الذين عاشوا في قيود الأسر طوال الحياة..
نساء قُيَّدْنَ بذلك اللباس المزري.. وضيق عليهن بذلك الحصار المخزي..
لم يذقن طعم الحرية.. ولم يجدن حلاوة الحياة.. ولم يتنعمن بنعومة العيش..
شباب ضاعت أجمل أوقات حياتهم خلف قضبان الأسر.. ووراء جدران الهم..
لم يتمتعوا بذلك الشباب.. ولم يجدوا لذة ألذ ما في العمر..
رجال كابدوا الهموم.. وعايشوا الغموم.. وقيدوا بتلك القيود..
فلم يجدوا للحياة طعماً.. ولا للعمر لذة.. ولا للوقت متعة..
إلى هؤلاء الذين يصرخون من شدة الهموم.. وضنك الغموم.. وألم الأحزان..
إلى الذين يعيشون -إلى اليوم- خلف قضبان العذاب.. ويكتوون بسياط المصائب..
إلى أولئك الذين ينظرون من شقوق السجون الصغيرة.. يتطلعون لنور الحرية..
إلى أولئك الذين يجلسون في زوايا السجون المظلمة.. ينتظرون الأمر بالإفراج..
إلى أولئك جميعاً أقول:
ها هو باب الحرية.. يا راغبي الحرية
باب مفتوح يتسع لكل راغب فيه.. ويُنادى كل صبح ومساء لمن كان يريده..
باب الحرية الحقيقية.. مفتوح..
من خرج معه وجد الأنس..
واستلذ بالعيش..
وتخلص من تلك القيود والأغلال..
وودع تلك الهموم والأحزان..
ما خرج معه رجل إلا ذاق طعم الحياة..
وتمتع بلذة العمر..
وعلم أنه ولد من جديد..
وخرج إلى الدنيا يوم خرج مع هذا الباب..
وما خرج شاب معه إلا أستلذ بطعم الشباب..
ووجد حلاوة الصبا..
وما خرجت معه امرأة إلا أنست بالحياة..
وتمتعت بالسعادة..
واستلذت بالعيش..
فهل يتوانى أحد بعد هذا عن الخروج مع هذا الباب!
يا رجال.. يا شباب.. يا نساء..
حان وقت الخروج على هذه الحياة..
حان وقت تكسير الأغلال والقيود..
حان وقت نزع ثياب السواد..
حان وقت تحطيم قضبان السجون..
حان وقت الحرية.. الحقيقية..
وها هو بابها مفتوح فهبوا للخروج..
يقول ربكم عز وجل : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
والله ما ضاقت الدنيا على العبد إلا من كثرة الذنوب..
ولا تتابعت الهموم على عبد إلا من تتابع الذنوب..
إن المعاصي لعار لكل عاص..
وذل لكل مذنب..
لباس سوء يلبسه العصاة..
وثوب خزي يرتديه المذنبون..
إن الذنوب والمعاصي.. قيود حديد تكبل كل عاص..
وأغلال هموم معقودة في أعناق كل مذنب..
وقضبان حديد يقبع خلفها كل عاص ومذنب..
فيا رجال.. ويا شباب.. ويا نساء..
خلصوا أنفسكم من قيود الذنوب..
وتخلصوا من أغلال المعاصي..
تجدوا – والله – السعادة الحقيقيّة..
والحياة الرضيّة..
والعيشة الهنيّة..
((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))