مراكش اسم مدينة يطلق على المغرب، ويسمى الكل باسم الجزء لتميز الجزء جمالاً ونضارة وبهاء، اشتهرت باسم الحمراء، لونها الورد، ورائحتها التاريخ والأصالة.
سماها الناس مدينة سبعة رجال، رجال سبعة تحمل أسمائهم أحياء مراكش وحوماتها، كلهم فقهاء، علماء، أنقياء، أولياء، رجال صالحون.
مراكش هي مدينة الأسطورة بامتياز، حيث يتحرك فيها التاريخ في الأسواق، ويمشي وسط الناس بمحاذاة الأسوار، والمساجد والحدائق.
ورغم شساعة شهرة ساحة جامع الفنا، فإن المدينة مرتبطة في الأذهان بسبعة رجال، وكأنهم عيونها الساهرة، وحصنها الحصين الذي يحميها من عاديات الدهر ! «فمن هم هؤلاء ؟ وهل يوجدون في مكان واحد، أو في عدة أمكنة؟ إذ كثيرا ما يلتبس الأمر على الناس لوجود قبور سبعة في بعض أحياء مراكش، حيث سميت بدرب سبعة رجال . وماذا عن مستواهم العلمي والصوفي، وما قاموا به من أدوار على صعيد مجتمعهم وبلدتهم حتى استحقوا هذه العناية والاعتبار من بين هذا الزخم الكبير من أولياء مراكش»؟
الرجال السبعة هم على التوالي :
* يوسف بن علي الصنهاجي، المعروف عند المراكشيين بسيدي يوسف بن علي : المعروف بصاحب الغار، لأنه كان يعيش في كهف بعدما ابتلي بالجذام. وتفيد كتب التراجم بأنه ولد بمراكش ولم يغادرها، وهو عربي يمني.
* عياض بن موسى اليحصبي، المعروف بالقاضي عياض :عربي الأصل هو الآخر، ولد بمدينة سبتة، سنة 476 هـ / 1083م، قضى عشرين سنة في القضاء بسبتة وغرناطة، فكان مثالا للقاضي النزيه العادل.
* أبو العباس أحمد بن جعفر الخرجي السبتي، من أكبر أولياء المدينة وأشهر رجالاتها السبعة، وأكثرهم دعوة للخير والصدقة. ولد بمدينة سبتة سنة 524 هـ /1129م. وتوفي في مراكش سنة 601 هـ /1204م.
* أبو عبد الله محمد بن سليمان الجزولي، يرجع المؤرخون نسبه، حسب المؤلف، إلى علي بن أبي طالب. رأى النور في مدشر «تانكرت» في سوس، ولا أحد يعرف تاريخ ميلاده بالتحديد (آخر القرن الهجري الثامن( طاف مدن الحجاز ومصر ومدينة القدس، عرف بالكرامات التي كانت تصدر عنه، وبطريقته التي كان لها أنصار ومريدون، وحلت محل الطريقة الشاذلية. بعد موته نقل جثمانه إلى مراكش التي لم يزرها، ويا للمفارقة، إلا مرة واحدة في حياته !
* عبد العزيز بن عبد الحق التباع ، من مواليد مراكش، تلميذ الشيخ الجزولي، تلقى تكوينه العلمي في فاس. وعند عودته إلى مراكش بنى زاويته بحي القبابين (النجارين).
توفي سنة 914 هـ /1508م. ودفن بثلاثة فحول من المواسين بمراكش. وصار الحي يدعى «سيدي عبد العزيز». كما أن زاويته انتقلت بعد وفاته إلى الضريح، وغدت فضاء لتلاوة الأذكار واستشفاء العامة.
* أبو محمد عبد الله بن عجال الغزواني، ينتسب لغزوان قبيلة من عرب تامسنا (الشاوية) وهو وارث سر التباع. وطريقته شاذلية جزولية تستند إلى حب الرسول والمداومة على ذكر الله تعالى.
* عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي الضرير، ينسب اسمه إلى سهيل، وهو وادٍ بالأندلس، بمدينة مالقة التي ولد بها سنة 508 هـ /1114م. فقد بصره في صباه، ولكن ذلك لم يمنعه أن يتحدى عاهته، ويكتسب العلم والمعرفة.
ولأنه كان من عتاة مؤيدي الدعوة المحمدية، المدافعين بقوة عن مذهبها، فقد دعاه الخليفة يوسف بن عبد المومن إلى العاصمة بمراكش، ومكث بها مدرسا ومحاضرا، إلى حين وفاته سنة 581 هـ /1185م.
ولعل القواسم المشتركة التي تجمع بين رجالات مراكش السبعة، هي زهدهم في الدنيا وجنوحهم للتصوف، وسعيهم للخير، وحفظهم للقرآن، ونشرهم للعلم، ولتعاليم الدين السمحاء، وانكبابهم على التأليف في الحديث والفقه والسيرة واللغة.