قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) هذه الآية ذُكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيداً لبراءة عائشة رضي الله عنها مما رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين ، زوراً وبهتاناً ، وبياناً لنزاهتها ، وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وللآية معنيان :
الأول :أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون ، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة ، والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبونذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية ، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .
والمعنى الثاني : أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات ، والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء ، والرجال الطيبونالأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات ، والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة عائشة رضي الله عنها عمَّا رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول من الفاحشة ومن تبعه ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله .
ويمكننا ان نضرب المثال التالى
**الذئاب .. تعض القلــب و تنهش باللحـــم تستخدم الأنياب و المخالب هم الرجال الخبيثين ..
**الأفاعي .. تلدغ القلـــــــــب و و تسمم الـــــدم تستخدم سرعة اللسان و نعومة الملمس الأفاعي ..هم النساء الخبيثات ..
**النخل .. شامخ , صلب , قوي .. يمتلك القوة ليدافع عن نفسه .. و يحمل ثمر حلو
هم الرجال الطيبون
**الــــورود .. ناعمة جميلة متألقة .. مشرقة بالضياء .. تفوح منها رائحة زكية .. و تمتلك أشواك ناعمة لتدافع عن كرامتها ..هم النساء الطيبات ..
* ماذا يحدث لو تقابل .. ذئب مع وردة ؟؟
الذئب .. يبدأ يداعبها بلسانه .. ويغريها بصوته .. ويتقرب منها .. إلى أن يصل إلى قلبها ..فيعضه ..وينزف الدم و يذرف الدمع ..حتى إذا انتهى من رغبته ..عوى بوجهها ..وذهب يبحث عن غيرها..
وهي ..مركومة بحزنها ..لم تستوعب ما حصل وما سوف يحصل ..!!
* ماذا يحدث لو تقابل .. نخلة مع أفعى ؟؟
الأفعى ..تبدأ تتسلل إلى قلبه ..مستخدمة نعومة ملمسها ..وطراوة جسمها ..لتصل إلى قلبه..فتلدغه و تنفث سمَّها فيه.. حتى إذا انتهت من فعلتها ..جأرت بأعلى صوتها( أحمق ))..وتبسمت ضاحكة من فعلها..مفتخرة بذكائها ودهائها..أما حاله ..فكأنما خرَّ قلبه المصنوع من الزجاج على الأرض ..وتكسَّر بل تفتت حتى أصبح كالرمل..يستحال إرجاعه كما كان..وانكسرت معه ..الثقة و المحبة و الوداد ..فلا يستطيع..أن يثق ببنات حواء ولا أن يعشق من جديد..
* ماذا يحدث لو تقابل .. ذئب مع أفعى ؟؟الأفعى ..هي التي تبدأ بالتسلل و الخبث ..وتستخدم كل أسلحتها ..لتشن الهجوم..ولكن ..تتفاجأ بضربه صاعقة على رأسها ..فتنجرح وتسكت..ثم يبدأ الذئب..بالهجوم..ويقرِّب فمه إلى قلبها ليعضَّها..ومن ذكاء الأفعى أنها تسمح له بالإقتراب..ولكـــــــــــــــن بخفة... ما إن يفتح فمه ..تلدغه لسانها فتكسر أنيابه
*ماذا يحدث لو تقابل .. نخلة مع وردة ؟؟
النخلة ..يدافع عن الوردة ولا يؤذيها ..يحميها بظله من الشمس ..وبسعفه وأشواكه من العدو..ويطعهما أحلى الثمروبالمقابل ..تهديه الوردة روحها ..وتعطِّره من رائحتها.وتحميه بشوكها الناعم من ألسنة الحسَّاد..:غاضب:
وبذلك ..تتجلَّى الآية الكريمة ..
{ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ }
الطيبون للطيباتقصة واقعية
دخل أحد الأشخاص الطيبين ذات يوم إلى مزرعة مر عليها و كان جائعا متعبا فشدته نفسه لأن يأكل و بدأت المعدة تقرقر فأطلق عينيه في الأشجار فرأى تفاحة فمد يده إليه ثم أكل نصفها بحفظ الله و راعيته ثم شرب من ماء نهر بجانب المزرعة ، لكن انتبه بعد ذلك من غفلته بسبب الجوع و قال لنفسه : و يحك كيف تأكل من ثمار غيرك دون استئذان و أقسم ألا يرحل حتى يدرك صاحب المزرعة يطلب منه أن يحلل له ما أكل من هذه التفاحة فبحث حتى وجد داره فطرق عليه الباب فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عن ما يريد .. قال صاحبنا .. دخلت بستانك الذي بجوار النهر و أخذت هذه التفاحة و أكلت نصفها ثم تذكرت أنها ليست لي و أريد منك أن تعذرني في أكلها و أن تسامحني عن هذا الخطأ فقال الرجل : لا أسامحك و لا أسمح لك أبدا إلا بشرط واحد فقال صاحبنا و هو (ثابت بن النعمان ) : و ما هو هذا الشرط؟قال صاحب المزرعة : أن تتزوج ابنتي ، قال ثابت : أتزوجها ، قال الرجل : و لكن انتبه إن ابنتي عمياء لا تبصر ، وخرساء لا تتكلم و صماء لا تسمع و بدأ ثابت بن النعمان يفكر و يقدر – أنعم بها من ورطة – ماذا يفعل ؟ ثم علم أن الإبتلاء بهذه المرأة و شأنها و تربيتها و خدمتها خير من أن يأكل الصديد في جهنم جزاء ما أكله من التفاحة و ما الأيام و ما الدنيا إلا معدودات ، فقبل الزواج على مضض و هو يحتسب الأجر و الثواب من الله رب العالمين . وجاء يوم الزفاف و قد غلب الهم على صاحبنا : كيف ادخل على امرأة لا تتكلم و لا تبصر و لا تسمع فاضطرب حاله و تمنى أن لو تبتلعه الأرض قبل هذه الحادثة و لكنه توكل على الله و قال (لا حول ولا قوة إلا بالله إن لله و إنا إليه راجعون ) و دخل عليها يوم الزفاف فإذا بهذه المرأة تقوم إليه و تقول له السلام عليك ورحمة الله و بركاته فلما نظر إليهاتذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة . قال بعد صمت ما هذا ؟ إنها تتكلم و تسمع و تبصر فأخبرها بما قال عنها أبوها قالت : صدق أبي و لم يكذب ، قال اصدقيني الخبر قالت أبي قال أنني خرساء لأنني لم أتكلم بكلمة حرام و لا تكلمت مع رجل لا يحل لي .. و أنني صماء لأنني ما جلست في مجلس فيه غيبة و نميمة و لغو .. و أنني عمياء لأنني لم أنظر إلى أي رجل لا يحل لي ..
فانظر و اعتبر بحال هذا الرجل التقي و هذه المرأة التقية و كيف جمع الله بينهما
موضوع عجبنى وحبيت انقله اتمنى ينال اعجابكم