شبان وشابات «الحراك الشعبي لرفع علم فلسطين في أيلول»، تحضيراته لإطلاق هذه المبادرة الرامية إلى تشكيل ضغط شعبي على الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، عبر رفع علم فلسطيني فوق كل منزل وبناية سكنية أو تجارية وفي كل مكان منذ اليوم الأول من شهر أيلول (سبتمبر) وحتى الثلاثين منه.
وتأتي هذه المبادرة بالتعاون مع ما يعرف في فلسطين بالبرنامج الوطني للحماية المجتمعية، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، داعية إلى «رفع علم فلسطين خفاقاً على كل سارية وفوق كل بيت ومحل تجاري وفوق البنايات والأسوار والأسواق والمدارس والجامعات والكليات والمصانع وفي الحقول»، على اعتبار أن «العلم الفلسطيني هو شعار الوحدة الفلسطينية نحو الحرية والاستقلال، ويدعم استحقاق ايلول».
و»استحقاق أيلول» هو المصطلح الذي بات يطلق على نية القيادة الفلسطينية، ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، عبر لجنتها التنفيذية التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه، التوجه الى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين ضمن حدود 1967، في 20 أيلول المقبل.
ويقول الشاب أنور حمام: «هذه المبادرة تأتي لدعم موقف القيادة بالتوجه إلى الأمم المتحدة وتثبيت فلسطين دولة مستقلة على خريطة العالم». ويضيف: «الهدف من رفع العلم الفلسطيني رمز سيادتنا وحريتنا في كل مكان هو إيصال الرسائل إلى قيادتنا والعالم العربي والغربي بأننا كشباب ندعم هذا التوجه، ولا نخشى العواقب».
وبدأت خلايا عمل شبابية تتشكل بتنسيق، وأحياناً بتلقائية لتنفيذ هذه المبادرة في مختلف محافظات الوطن، وخصوصاً الضفة الغربية، وتعمل كلها تحت شعار «معاً لرفع العلم الفلسطيني عنوان وحدتنا، وسعينا للحرية والاستقلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين».
أما عرفات أبو راس، فيقول: «هذه المبادرة انحازت للعلم الفلسطيني، وليس لعلم حركة فتح الأصفر، أو علم حركة حماس الأخضر، أو علم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأحمر، أو غيرها من أعلام الفصائل، نحن نرفع شعارات عدة من بينها «وطن واحد، ودم واحد، وعلم واحد يجمعنا معاً وسوياً نحو الحرية والاستقلال، والقدس عاصمتنا الأبدية». ويضيف: «العديد من تجار الأقمشة في مختلف المدن تبرعوا بآلاف الأمتار من الأقمشة دعماً لهذه المبادرة التي بدأت تأخذ حيزاً لها على الأرض».
أما دينا جابر، فتذكر بأنه قبل اتفاقيات أوسلو بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وقيام السلطة الفلسطينية عام 1994، سقط عشرات وربما مئات الشهداء في سبيل رفع العلم الفلسطيني فوق أعمدة الكهرباء أو على أسطح المنازل وغيرها، في جميع محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان يعاقب بالسجن لسنوات متفاوتة من تلقي قوات الاحتلال القبض عليه وبحوزته علم. وتقول: «كانت حيازة العلم كحيازة الأسلحة والقنابل بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي، وكان تداولها نادراً، ووجودها علناً من الجرائم التي قد تزج بأصحابها في سجون الاحتلال». ويتطرف بعض الشباب في المبادرة، ويطالب بأن تعم جميع مناطق فلسطين التاريخية، والتي بات جزء كبير منها يشكل دولة إسرائيل التي اعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية نفسها. رائد موسى واحد من هؤلاء، ويقول: «نعم لرفع العلم الفلسطيني فوق حيفا ويافا وعكا وصفد وبئر السبع والخليل ونابلس وغزة، واعلان قيام دولة فلسطين فوق كل فلسطين، وليس فقط على 22 في المئة منها».
وفي الإطار نفسه، أعلنت حكومة الظل الشبابية أيضاً انضمامها الى حملة ناشطي فايسبوك لرفع العلم فوق كل منزل دعماً ل «استحقاق أيلول». وجاء في بيانها الصادر قبل أيام، أن حكومة الظل الشبابية تدعو جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات، وخصوصاً الشباب منهم، إلى المشاركة الفاعلة في هذه المبادرة، عبر رفع الأعلام الفلسطينية فوق كل منزل أو بناية في حاراتهم ومناطق سكناهم، منذ مطلع أيلول.
وطالبت حكومة الظل وزارة التربية والتعليم العالي بتشجيع الطلاب على رسم العلم الفلسطيني وإلصاقه على الحقائب المدرسية، كما ناشدت المؤسسات الأهلية والأحزاب السياسية المشاركة بفعالية في هذه الحملة الوطنية، التي «يجب أن تكون مسنودة من كل الفصائل والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في فلسطين»، لتكون الحملة بمثابة رسالة إلى الاحتلال وكل دول العالم، بضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
ولن تكتفي حكومة الظل، ومقرها مدينة بيت لحم في الضفة الغربية بذلك، بل ستقوم برفع علم مركزي عملاق في كل محافظة، وبدء حملة موازية في عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالتنسيق والتعاون مع المفوضية العليا للكشافة الفلسطينيين في لبنان، ل «تجسيد التلاحم الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات».