:Dتوفي هذا الأسبوع، أحد خدام دار المخزن وسليل آل بنيعيش الذين توارثوا أبا عن جد مهنا ارتبطت دائما بالقصر.
فالحاجب الملكي علي رحمه الله الذي تقاعد على عهد محمد السادس، هو أحد فروع عائلة بنعيش الذين لم تخرج مهنة أجدادهم عن العمل خلف أسوار البلاط.
فأول من برز من آل بنيعيش في البلاط، كان قائدا للمشور على عهد الحسن الأول، ثم ورث سره ادريس بنيعيش وصولا إلى المصطفى بنيعيش والحسن بنيعيش، وهؤلاء كلهم الحفدة، وقد توارثوا خبرة الأجداد في تسيير الحناطي ومصالح القصر الذين تشبعوا بنواميس وقوانين وتقاليد وأعراف وعوائد القصر، ومشهود لهم أنهم برعوا في هذه المناصب ولهذا استمروا فيها، لاسيما وأن المنصب الذي كان لجدهم بنيعيش على عهد الحسن الأول كقائد للمشور يضاهي منصب وزير التشريفات في يومنا هذا، وهذا ما تعرض له الأستاذ المؤرخ مصطفى الشابي في رسالته الجامعية التي حلل فيها حالات بعض الأسر الحاكمة في القرن التاسع عشر.
وبوفاة علي بنيعيش رحمه الله الذي نجدد الذكر أنه كان متقاعدا، وإن ظل مقربا وأسرته من القصر، لا تنتهي شجرة آل بنيعيش من الاستمرار في خدمة المخزن، فهناك فاضل بنيعيش المكلف بمهمة في ديوان الملك محمد السادس، وهو ابن شقيق علي المتوفى، وهناك أيضا ابراهيم شقيق الراحل الذي لازال محمد السادس يثق فيه.
فعكس أخيه، ورثه محمد السادس عن والده واستمر في الخدمة.