إن صمود الفلسطينيين في غزة رغم الثمن الباهظ من الشهداء ،فرض على الاحتلال الإسرائيلي القبول بمعادلة سياسية،بعد أن كان يسعى أساسا بحربه لتحجيم حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى حركة سياسية وتحييدها كحركة مقاومة. إن إسرائيل اختارت توقيت العدوان على غزة لأن ثلاث سنوات من الحصار على القطاع لم تحقق نتيجة فهناك عدة اعتبارات تقف وراء قرار الحرب من بينها الفترة الانتقالية في الرئاسة بالولايات المتحدة، وكذلك الانتخابات التشريعية المقبلة في إسرائيل. فاليسار الإسرائيلي هو الذي بادر دائما خلال العقود الماضية بشن الحروب لاستغلال ذلك في منافسة اليمين وكسب أصوات إضافية في الانتخابات.فكل هده الاعتبارات في كفة والتخاذل العربي في كفة أخرى وبالضبط"معسكر التسوية العربي ،الذي لا يريد أن يفهم و يستوعب أن إسرائيل تعتبر أمنها الحدودي فوق أي اعتبار وأفضل لها من أي علاقات عربية". فالصورة والابتسامة الجميلة لكل منهما لا تجعلني أستغرب ، فالتاريخ لا يرحم فالكل يعرف أن العلاقة المصرية الاسرائيلة تجاوزت المستوى السياسي إلى الاجتماعي (المساهرة). ما يحز في نفسي هو أن مصر كانت عمقا تاريخيا للمقاومة الفلسطينية، غير أن تخاذلها هذا خلق شعورا عميقا بالظلم والغبن لدى العالم العربي من الخليج إلى المحيط ، فالمظاهرات العربية العارمة جددت التأكيد على أن "الهوية العربية والإسلام يتميزان بالتكامل". كما أثارت مجددا مسألة "المصداقية بين الشعوب العربية والأنظمة".وبالتالي مصر ضيعت دورها في العالم العربي وبالتالي فهي تحاول أن تغطي فشلها وتواطاها ببعض التحرك الغير نافع لا بل المضر.