السلام عليكم ورحمة اللهأبتاه.. هي أحرف لك ولغيرك..من الآباء..
أخطها لك..من أجلك..بكل ود وإخاء..
بدايةأبتاه..
كنتَ أنتَ من أخرجني للوجود..
وكنتُ أنا بذرة بعض من المشاعر..
كنتَ من جلبتَ الحياة إليَ..
وأنا في رحم أمي..مجرد بويضة..تسير وتسافر..
كنتَ أنتَ.. وكانت هي..
لأكون أنا..فرحة للبيت العامر..
اعترافأبتاه..
لست أكتب لك..
كي اشرح لك.. درسا في العلوم الطبيعية..
أبتاه..
جئتك أنادي فيك شيئا من الأبوة الخفية..
جئتك.. أخبرك قصتي..
فهلا سمعت... وهلا وعيت..؟؟؟
لا تحملق في هكذا.. لست بمجرمة ولا بنازية..
لم أهتك عرضي..ولم أصل بعد في الكذب درجة الاحترافية..
حقيقة..أبتاه..
بنتك أنا...نعم...
لكن لم أحس يوما..بلمسة حنان..
أرهبتني..حين كنت صغيرة..
علمتني أن الضرب..هواية كل رجل في كل زمان..
تخيل..
أثر السوط لا زلت في جسدي أهدئه..
دوي الصفعة لا زلت اسمعه..
دمع عيني..لازلت أهدهده..
تخيل..حتى جدول الضرب..كنت أكرهه..
وحش كنت..في نظر تلك الطفلة الصغيرة..
أجبرتها على أشياء كثيرة..
مارست عليها أفكارا استمدت من الدين الغطاء..
والدين يا أبتاه يأمر بحسن معاملة الأبناء..
تلك الطفلة الصغيرة..
كانت جد عنيدة ومتمردة...
وكانت قسوتك في ازدياد..
كما الحمرة في خدودها المتوردة..
كبرت الطفلهكبرت طفلتك..
لم تعد دميتك..
صارت..هوسك.. ألمك..
أملك.. وعملك..
راقبتها من قريب ..ومن بعيد..
تأكدت من الوسادة..من المرآة..من الكتب ..من البريد..
راقبت النظرات.. وعلقت على الحركات..
أجريت الف تحقيق..وصرت مدمنا على التحريات..
أرقك..كلامهم عن الطفلة حين تكبر..
حين تتفتح الوردة.. يكبر الخوخ..
ويقولون لك.. بنتك كبرت يا رجل..
احذر..
كيد النساء عظيم..
احذر..
أشعارقرأت اشعاري..وأحرقتها..
قلت.. يا للمصيبة..يا للعار..
ابنتي تكتب..ابنتي تكبر..
ففرضت علي الحصار..
منعتني..زرقة السماء..وبهجة الربيع..
كسرت قلمي..واغتلت ذاك الحمل الوديع,..
كنت تقول..
سيأتي يوما ما يا بنتي..وشكرا لي ستقولين...
مع ذلك..
كنت أرى في عينيك...الخوف المبين..
همسةأبتاه..
لا أحتاج لأموالك الوافرة..
لا أريد مركبا أو طائرة..
أود فقط.. أن تفهم ما أقول..
وتسمع ما أقول من ترهات..
وتكون أبا ولو بعض اللحظات..
الأنثى منا تحتاج رجلا تشعر معه بالأمان..
فكن أنت رجلي..كي لا أغرق في محيط الرذيلة...
كن أبي..فوجودك في حياتي..مهم..
احملني ارجوك لبر الأمان والفضيلة..
كن أبي... فأنا على شفا حفرة..من الضياع..
سامحتك على كل تلك السنين من العذاب..من الألم..من الأوجاع..
نهايةكن فقط..أبي..
ويكفيك من دور الأبوة..اسم فارغ من كل المعاني..
كن أبي..كن أبي.. ولو لثواني..
أبتاه