تاريخ الميلاد : 25/04/1987 عدد مشاركاتك : 75 العمر : 37 مستواك الدراسي : جامعي نقاط التميز : 11227 السٌّمعَة : 0 رسالة sms :
موضوع: القلب المريض والقلب الميت الإثنين 12 أكتوبر - 20:05:48
القلب الصحيح هو القلب السليم وهو قلب المؤمن ولا ينجو يوم القيامة إلا من أتي به "يوم لا ينفع مال ولا بنون" "88" "إلا من أتي إلي الله بقلب سليم" "89" الشعراء
القلب المريض والقلب الميت وهو قلب الكفار والمنافقين وعتاة العصاة من المسلمين فهو القلب اليابس الذي لا حياة فيه فهو لا يعرف ربه ولايعبده ولا يأتمر بأمره ولا يؤثر مرضاته انه واقف علي شهواته وملذاته ولو كان فيها سخط وغضب ربه فهو لا يبالي وكل ما يهمه هو الفوز بشهوته وحظه رضي ربه أم سخط لا مشكلة عنده فهذه ليست قضيته فهو ان أحب لهواه وان منع منع لهواه. فالهوي امامه والشهوة مبتغاة والجهل سائقه والغفلة مركبة وهو في تحصيل اغراضه الدنيوية مغمور وبسكره الهوي وحب الدنيا مخمور. ينادي إلي الله وإلي الدار الآخرة من مكان بعيد فهو لا يسمع لناصح ولا يستجيب لداع "ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه انه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلي عذاب السعير". وهذا القلب هو قلب المنافق والكافر وعتاة العصاة من المسلمين الذين يصرون علي المعاصي والكبائر ولا يتوبون ولا يرجعون إلي الله ويموتون علي المعصية والعياذ بالله فهم في الدرك الاسفل من النار. والمنافق هو من يبطن الكفر ويظهر الاسلام وعليه فقد تجد فيه قشرة من الدين سطحية. وآيات المنافق كما اخبر عنها رسول الله "صلي الله عليه وسلم" هي ثلاث "إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان ومن كانت فيه واحدة ففيه خصلة من خصال النفاق حتي يدعها. صاحب هذا القلب خبيث الروح فالروح الخبيثة تسكن الجسد الخبيث والقلب الخبيث. صاحب هذا القلب هو صاحب النفس الأمارة وأمارة هي صيغة مبالغة فهي لا تأمر إلا بكل سوء ولا تنهي إلا عن كل خير فالمنطق عنده معكوس يري الحق باطلا ويعادي اصحابه والباطل حقا ويوالي أهله فهو لا يقبل الحق ولا ينقاد إليه.
قلب تمده مادتان وهذا القلب فيه حياة وبه علة هذا القلب فيه من الايمان بالله والاخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته وفيه من محبة الشهوات والحرص علي تحصيلها والحسد والكبر والعجب وحب الذات والعلو والفساد في الأرض بالرياسة ما هو مادة هلاكه وعطبه وهو للغالب منهما عليه. فهو ممتحن بين داعيين: داع يدعوه إلي الله ورسوله والدار الآخرة وداع يدعوه إلي العاجلة وهو يجيب اقربهما إليه بابا وأدناهما إليه جوارا صاحب هذا القلب هو صاحب النفس الحائرة التي لم تستقر علي حال يشاكل حالتها. "قل كل يعمل علي شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدي سبيلا" "84- الاسراء". صاحب هذا القلب هو صاحب النفس اللوامة فهو اما إلي السلامة ادني واما إلي العطب ادني. وهذا القلب اما يزداد مرضه فيموت فيكون صاحب نفس امارة. واما يصح ويفيق من علته ويكون صاحب نفس مطمئنة لذلك اقسم الله سبحانه وتعالى بالنفس اللوامة وهو سبحانه لا يقسم إلا بكل جليل وعظيم وذلك ليلفت النظر إلي خطورة واهمية هذه النفس فصاحب هذا القلب عليه أن يحذر من السقوط والتمادي في الرذيلة وإلا مات قلبه والتحق بالنفس الامارة وعليه ان يجاهد نفسه وشهوته ويطلب من الله العون ليصبح صاحب قلب لين واع مبخت ويلتحق بالنفس الهادئة المطمئنة وتطيب روحه وبدنه وصاحب هذا القلب هو ضال وعاص وغافل إلي أن يهديه الله وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذه القلوب الثلاثة في قوله: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمني القي الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم "52" ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد "53" وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين آمنوا إلي صراط مستقيم "54"" "الحج". فجعل الله ما يلقي الشيطان علي قلوب الناس فتنة لمن في قلبه مرض والقاسية قلوبهم فإن اشربوا الفتنة زادت أمراضهم وزادت قسوتهم وإن قاوموها ورفضوها صحت قلوبهم فالفتن للاختبار والتمحيص وأحيانا مدا للغي.