قال الإمام الطبري في تفسيره: قال" ساجدين" والكواكب والشمس والقمر إنما يخبر عنها ب"فاعلة" و"فاعلات" لا بالواو والنون ، [ لأن الواو والنون] إنما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم، أو الجن، أو الملائكة . وإنما قيل ذلك كذلك ، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون ، أو الواو والنون ، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك ، كما قيل يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ) ، [سورة النمل : 18].
وقال في موضع آخر:
وقيلكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فأخرج الخبر عن الشمس والقمر مخرج الخبر عن بني آدم بالواو والنون، ولم يقل: يسبحن أو تسبح، كما قيلوالشَّمْس والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجِدِينَ ) لأن السجود من أفعال بني آدم، فلما وصفت الشمس والقمر بمثل أفعالهم، أجرى الخبر عنهما مجرى الخبر عنهم.
وقال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن): فإن قيل: كيف جمع من لا يعقل جمع من يعقل ؟. قيل: لانه أسند إليهم فعل من يعقل، كما قال: " رأيتهم لي ساجدين (1) " ولم يقل ساجدات، وقد قال: " لم شهدتم علينا (2) "، وقال: " وتراهم ينظرون إليك (3) "، ومثله كثير، وسيأتى إن شاء الله تعالى.
وقال: والعرب تجمع مالا يعقل جمع من يعقل إذا أنزلوه منزله، وإن كان خارجا عن الأصل.
وقال: وقال سيبويه رحمه الله في قوله تعالى: " رأيتهم لى ساجدين ": إنما قال: " رأيتـهم " في نجوم، لانه لما وصفها بالسجود وهو من فعل من يعقل عبر عنها بكناية من يعقل
وقال ابن حيان في تفسيره (البحر المحيط): وجمعهم جمع من يعقل ، لصدور السجود له ، وهو صفة من يعقل ، وهذا سائغ في كلام العرب ، وهو أنْ يعطى الشيء حكم الشيء للاشتراك في وصف ما ، وإن كان ذلك الوصف أصله أن يخص أحدهما .
فائدة .. لماذا ( رأيتهم لي ساجدين ) ، وليس ( ساجدات ) ؟