[center][size=24][b]
[color=blue]الزمان : العاشر من يونيو عام 1962 [/color]
[color=red]المكان : مدينة شارلوت الامريكية [/color]
في تلك الليلة كان المذيع المعروف بإذاعة مدينة شارلوت ( هيوارد ويلار ) قد أنتهى من عمله في الاذاعة وعاد إلى منزله في منتصف الليل تقريبا , فتناول طعام العشاء واستعد للذهاب إلى فراشه بنفس الروتين اليومي الذي أعتاده منذ عشر سنوات .....
وفجأة تجمد هيوارد في مكانه وبدا لزوجته لحظة أشبه بتمثال من الشمع لرجل مذعور اتسعت عيناه وانفغر فاه , وفجأة أيضا التفت هيوارد الى زوجته بات وقال في توتر :
- أسمعت الصوت
سألته زوجته في قلق :
- أي صوت
قال في حيرة :
- صوت إرتطام السيارة ....هناك حادثة سير
رددت في قلق أكثر :
- حادثة سير إنني لم أسمع شيئا
خيل اليها انه حتى لم يسمعها وهو يندفع نحو حجرته قائلا :
- سأستطلع الامر وأعود إليك على الفور...
هوى قلبها بين قدميها عندما رأته يرتدي ثيابه على عجل ويسرع إلى حيث سيارته , وتساءلت في هلع :" هل أصيب هيوارد بالجنون
هل فقد عقله مع شدة إنهماكه في العمل
فكرت في الاتصال بطبيبهما الخاص خشية ان تكون حالة هيوارد خطرة , ولكن هيوارد لم يمهلها الوقت لهذا فقد انطلق بسيارته قبل حتى أن تتخذ قرارها .....
وبالنسبة اليه كان الامر اكثر حيرة ...
لقد سمع صوت إصطدام السيارة في وضوح ولكنه لم يجد سيارة واحدة تتحرك عندما غادر البيت ....
وهو واثق مما سمع ........
وعندما أدار محرك سيارته لم يكن يدري بعد إلى أين يتجه ......
ولان منزله يقع عند نقطة تتفرع منها عدة طرق فقد كان عليه أن يتخذ قراره بإختيار الطريق الصحيح الذي يتخذه ليصل إلى منطقة التصادم ....
هذا لو انه هناك تصادم
وبلا تردد وبثقة لم يدري من أين حصل عليها , انطلق مباشرة في شارع (بارك) وعندما بلغ تقاطع (وودلون) انحرف يمينا ليهبط التل في ثقة وكأنه يعلم مسبقا إلى أين يتجه .....
وعندما بلغ موقع تجمع مراكب صيد الجمبري وجد نفسه يتخذ طريق (مونتفورد درايف ) بنفس الثقة العجيبة ..
وقطع (هيوارد) ستين مترا فحسب في طريق (مونتفورد) ثم وجد نفسه يتوقف فجأة ..
هنا .. في هذه النقطة بالذات وحيث لايوجد أي شيء محدود , كان يشعر بضرورة الخروج عن الطريق الرئيسي ..
ومجنون هو من يفعل هذا في الواحدة صباحا ..
هيوارد العاقل يعلم هذا ولكن هيوارد الذي يقود السيارة لم يمكنه مقاومة هذه الرغبة فانحرف يمينا وخرج عن الطريق واتجه مباشرة نحو شجرة ضخمة ترتفع وسط طريق رملي يمتد الى مالا نهاية ......
وهناك رأى السيارة .....
راها فجأة على ضوء مصباح سيارته , فضغط كامح السيارة في قوة وتوقف إلى جوار السيارة التي أرتطمت مقدمتها بعامود معدني , على مقربة من جذع الشجرة وانتزعت الضربة محركها ودفعته إلى حيث مقعدها الامامي من شدة الاصطدام وعنف الصدمة ....
وغادر هيوارد سيارته واسرع نحو السيارة المصابة .............
ولم ير احدا داخل السيارة ولكنه سمع من داخلها صوتا ضعيفا واهنا يقول :
- النجدة يا (هامبي ) أنقذني .....
وقفز قلب هيوارد بين ضلوعه في هلع وانقض على السيارة وراح يفحص حطامها وهو يهتف :
- أنا هنا يا جو سأنقذك ياصديقي ....
وأخيرا عثر هيوارد على صديق عمره جون فندربيرك محشورا وسط الحطام والدماء تنزف منه في غزارة ....
وحمل هيوارد صديق عمره إلى سيارته وانطلق به الى اقرب مستشفى حيث اجريت له جراحة عاجلة تمكن خلالها الاطباء من إنقاذ حياته بمعجزة , وقال الجراح الدكتور ( فيليب ارني ) الذي اجرى العملية لجون انه لو تأخر هيواردعن إنقاذ صديقه ربع ساعة اخرى للقى جون مصرعه وسط الحطام دون ان يشعر به مخلوق واحد ...
وهذا صحيح فالتقرير الذي نشرته جريدة شارلوت نيوز يقول انه وعلى الرغم من ان طريق ( مونتفورد درايف ) هذا طريق شديد الحيوية الا ان احدا لم يمر به منذ وقع الحادث وحتى مرور 45 دقيقة من انقاذ هيوارد لصديقه
والعجيب ان هيوارد قد سمع صوت الحادث على بعد عشرة كيلومترات في نفس اللحظة التي اصطدمت فيها سيارة جون بالعامود , وقد اثبتت الابحاث انه لم يقع أي حادث مماثل في دائرة قطرها 50 كيلومترا من منزل هيوارد
وبسؤال جون قال : ان اول مافكر فيه عندما ارتطمت سيارته هو صديق عمره هامبي وهو اسم الدلع الذي يخاطب به هيوارد منذ طفولتهما
ياعاشق النبي صلي عليه[/b][/size][/center]