أضحت هجرة الشباب إلى الدول المتقدمة معضلة حقيقة في مجتمعاتنا العربية ، ينزحون من أراضي وطنهم قاصدين مكان لا يعرفون له بداية و لا نهاية ، يدخلون باب الهلاك بأرجلهم إلى أن يجدوا أنفسهم غارقين في بحر من نار لا منجد لهم و لا سامع لأصواتهم فقد فات الأوان ...
لكن يبقى السؤال لم هذه المغامرة مع أننهم يدركون جيدا مصيرهم المجهول ، أنا اقول ان الأسباب تتعدد لكن تبقى النتيجة واحدة ، فمنهم من دفعتهم سذاجتهم وشغفهم و حبهم الجم للحياة إلى اتخاذ هذه الخطوة معتقدين انهم سيعيشون ملائكة مكرمة في بلاد المهجر ... و منهم من قست عليهم الظروف و الأيام فلم يجدو مخرجا سوى ركوب قوارب الموت آملين بحياة أفضل ... ومن الشباب من ضاق ذرغا من البطالة و قلة فرص الشغل في هذا العالم الثالث فدفعه غضبه إلى ترك كل شيء وراء ظهره سابحا في بحر الغموض رغبة في الوصول إلى بر الأمان .....
وكمl قلت حضرتك "كثيرا ما نجد شباب ذو شهادة ولا يعملون مع ان طموحاتهم
واحلامهم وعزيمتهم ونشاطهم لا حد لها لكن عندما تصطدم"
فكيف يعقل أن إنسان جد و كد إلى أن حصل على شواهد عليا أن يقف مكتوف الأيدي بعد ان صدم بواقعه المرير واقع يجعلنا نثور حقا ..
فيجد الشاب نفسه بين نارين إما العيش عالة على نفسه و على المجتمع وعلى محيطه الأسري
و إما ترك البلاد التي لم تقدم له شيئا رغم انه أعطاها الكثير ...
فمؤكد هنا سيختار النار الأخف توهجا و اشتعالا لانهما حلين فقط لا ثالث لهما ...
وهنا أقف وقفة و اقول شبابنا قد يكونون على حق في هذا القرار الذي اتخذوه و قد يكونون مخطئين.
قد ينعمون بالجنة الدنيوية في بلاد المهجر و قد يذوقون العذاب الأليم و يشريون من كؤوس الشجن .
فكل كتبت له حياة من الرحمان لا أحد يعرف كهنها.
ويجب ان نتذكر دائما شيئا طالما نغفل عنه ... الله يمهل و لا يهمل .. فالله مع عباده ومهما حزنا و كافحنا يظل مصيرنا واحد و قدرنا واحد ....