عبد السلام وادو

أيا كانت الضربات التي تلقاها عبد السلام وادو قبل وبعد إشهار غيابه عن لائحة أسود الأطلس كأكبر المفاجآت المدوية في دفاع أريد له أن يبقى مشكوكا في هويته وضعفه، فهو في نظري المدافع الصلب والرجل الذي يموت على قميص وطنه، والصخرة المؤمن عليها مثلما وثقنا به قبل سنوات قليلة بالمنتخب المغربي·

ومهما تعرض الرجل لتحامل وانتقاد صارم من تقنيين وإعلام، فأنا أعاكس هذه الخيارات من أوجه مختلفة إلا من باب واحد أعرف من خلاله أن وادو أخطأ التقدير والإحترام لنفسه كمحترف، أي عندما رفض الجلوس في دكة البدلاء في لقاء الغابون بلا مبرر، رغم أن الرزانة والعقل يقولان بقبوله الإحتياط مثلما يفعله بنانسي، وبعد المباراة يمكنه أن يصرح بما يشاء أو يقيم ندوة صحفية يبرر من خلالها كل الحقائق، وهذا هو الباب الوحيد الذي لم أتفق عليه مع وادو، وليس للحقائق والخبايا المطروح نقاشها كأولوية في الجانب التحليلي، أي أن محيط المنتخب المغربي كما عراه وادو وانتقده بشدة هو ما يهمني ويهم كل المغاربة·· وهو الحقيقة الني نجري من ورائها لمعرفة سلوكات وعقليات وتكثلات اللاعبين، وهو العنصر الأهم الذي يجب تفتيته وتحليله وانتقاده في الصحف والبلاتوهات التلفزيونية، لا اعتبار وادو ظالما ومفسدا وعابثا ولا يستحق أن يكون بالمنتخب الوطني مثلما كتب وقيل عنه كقضية··

وعندما يجلس عبد السلام وادو لآرائه الصادمة وانتقاده اللاذع لما يجري بمنتخب بلاده، فأكثرية المقربين بالمنتخب عاشوا سيناريوهات مختلفة في الإحباطات والمشاكل والصدامات العلنية في محيط اللاعبين، ومع ذلك تم إسكات وإقفال الموضوع نهائيا بلا حلول صارمة، وعندما يتحمل وادو مسؤولية صراحته لوحده فلأنه أراد من منطلقه إعطاء حق مشروع للجمهور المغربي لمعرفة ما يجري بالمنتخب الوطني، مثلما يفعل بنانسي أو أي فريق لعب له في عرف الإنتقادات المتعارف عليها لدى المحترفين عندما ينتقدون اختيارات المدرب أو تكتيكه أو الأجواء المشحونة أو أي رد فعل لسوء التفاهم بينه وبين مدربه·· ما يعني أن وادو هو من فصيلة كل المحترفين بأوروبا الذين يشهرون الإنتقادات الجريئة، ومن عامة المحترفين الذين لا يعيشون في العبث والغموض في محيط أي فريق·

طبعا أنا مع وادو في هذه الصراحة والحقيقة التي يجب أن نعرفها منذ زمان بالمنتخب المغربي وليس الآن بالضبط، لكون الرجل فضح جزءا من الحقائق وليس الكل، أنا مع وادو فيما يقوله بلغة الحقيقة وليس بلغة الخشب كما تجرأ على النطق بها لأحد المجلات المغربية، ولست ضده لأني أريد فعلا ككل المغاربة أن أعرف حقيقة ما يجري على لسان لاعب يكون نائما مع اللاعبين ويتناول الوجبات معهم، ويجاورهم في التداريب، ويقرأ عقولهم ونبضهم وخلقهم وبطشهم، ويقرأ حتى تفاصيل تداريبهم بدقائق التمرينات الإيجابية والسلبية، ويعرف حدود جاهزيتهم واختلاف بطولاتهم·· ولأني أيضا أريد معرفة، قيمة التكتلات الموجودة بكل اللغات، وقيمة المقارنات الموضوعة بالمنتخب بجديده وقديمه، وحتى النجوم الجديدة المطلة عليه دون أن تعرف جيدا ما يحدث فعلا داخل عرين الأسود مثلما قاد عادل رامي مؤخرا إلى كشف حقيقة ما نبحث عنه لرفضه حمل القميص المغربي، وهي أن محيط المنتخب المغربي فاسد جدا··

لذلك، أنا مع وادو جملة وتفصيلا، لأن غيابه اليوم عن المنتخب هو تأديب فعلي من روجي لومير الذي يعرف أنه أبعد وادو لسبب واحد هو رفضه السابق إلى جانب نبيل الزهر الجلوس بدكة البدلاء، وليس للإنتقادات المتعارف عليه في أرشيفه كمدرب، وأنا مع وادو، لأنه قدم شهادة حق لنفسه مثلما يقدمها للإعلام الفرنسي المعروف بالشفافية لدى أغلب المحترفين الذين يصرحون بلغة العقل والإحترام والتصحيح وليس الصمت على الفساد الدائم والمتكرر·· وهذا ما عبر عنه وادو قائلا: >لست ممن يتحدثون لغة الخشب، والجمهور يحق له أن يعرف ما يقع داخل منتخبه الوطني، وإذا كنت أتحدث اليوم، فليس من أجل ضرب هذا أو ذاك، بل أفضل ذلك لدفع الأشياء إلى الأمام، ولكي لا تتكرر الأخطاء<·

لذلك، فالرجل في نظري لا ينطق عن الهوى، بل يعجبني كلامه، ويعجبني لأنه آمن ويؤمن باللعب في أجواء منتخب يمثل شعبا في الوطنية والروح واللحمة، ولأنه رجل كاريزمي في حياته ولا يعرف المزاح في أي شيء·· ولا أعتبره كما عبر عنه البعض بالعابث والجلاد في التصريحات، ولا يستحق أن يكون بالمنتخب، ولكني ـ وهذا رأيي الشخصي ـ أومن بقدرات وادو الذي قدم إلى جانب نيبت وطلال قوة صارخة ودفاعا إسمنتيا علق عليه أكثر من المحللين والمراقبين خلال السنوات الأولى للألفية الثالثة إلى 2004 بأقوى دفاعات إفريقيا، قبل أن يصبح اليوم دفاعا مغشوشا وبأرجل النعامات لا بأرجل السباع المخيفة بالنظرة قبل المواجهة··

أعرف في نهاية الأمر، أن وادو سيعود قريبا سواء ربحنا الكاميرون أو خسرنا أمامه، ولن يكون لومير غبيا في تعنثه لأنه يعرف حقا أن له دفاعا مهلهلا، ويعرف أن أوضاع ووظائف الأدوار بحاجة إلى تغيير جذري ملائم مع وسط وهجوم كبيرين في الصفة والنجومية والعالمية·· وحرام أن يكون لديك فريق وطني كبير
ومعاق معا برؤية فنية غير مقبولة··

لو كنت أنا هو لومير·· لهاتفت وادو بالعقل بعد مباراة الغابون، وتصالحت معه بالعقل لا بالإندفاع والتأديب المستمر·· ولسافرت إليه بمعقله في إطار جولتي الخاصة بكل المحترفين·· دون أن يتجرأ على الحوار والإنتقاد كما فعل في الآونة الأخيرة لتقادم الضغط الدائم·· ولو كنت أنا هو لومير لفزت برامي منذ مدة طويلة أي بكومندو التواصل حتى لا يقبل حمل قميص فرنسا·· ولو كانت بطولتنا قوية برجالات دفاعات صلبة بقيمة نيبت، وادو، أحرضان، موح وليمان >الله يرحمو<، البويحياوي والبياز، لما حصلنا اليوم في هذه المعضلة التي تجعل ممن هو موجود بالدفاع المغربي يشعر أنه الأقوى دون خلف
حسن نصر الله alien

شكرا لك علي هذه المشاركة الرائعة واتمني ان تبقي وفيا لمنتذانا
اخوك hitman

» **وادو عبد السلام يعود مجددا لنادي نانسي الفرنسي
» السلام عليكم§
» صبر ايوب عليه السلام
» قصة امراة مع داوود عليه السلام
» لماذا نهى الرسول عليه السلام النوم ع البطن!!!؟؟؟